توقيت القاهرة المحلي 22:30:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

  مصر اليوم -

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

بقلم - مصطفى الفقي

إن ما جرى فى السابع من أكتوبر عام 2023 يمثل مرحلة مفصلية فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، ويجسد بشكل واضح مواقف الأطراف المباشرة وغير المباشره، إذ إن الأمر الذى لا خلاف عليه هو أن منطقة الشرق الأوسط بما فيها غرب آسيا وشرق المتوسط لن تعود إلى ما كانت عليه قبل تلك الأحداث الجسام التى تعرضت لها الأراضى الفلسطينية المحتلة والتى كرست فيها إسرائيل أبشع نماذج العدوان العنصرى والتهجير القسرى والعقاب الجماعى الذى مارسته الحكومة اليمينية التى يترأسها بنيامين نيتانياهو، ورغم أننا نسلم بأن الحكومات المتطرفة والأحزاب المتشددة تكون أحيانًا أكثر مرونة من نظيرتها المعتدلة، فالسلام بين إسرائيل ومصر لم يقف فى طريقه الإرهابى مناحم بيجن، ولكن على الجانب الآخر فإن المجازر التى شهدتها غزة فى الفترة الأخيرة تؤكد أن الإرهابى بنيامين نيتانياهو يقترب فى فكره السياسى وقناعته الدينية إلى ما يشبه ما اتخذه بيجن من مواقف منذ أكثر مما يقرب من 50 عامًا، والفارق الوحيد هو أن مناحم بيجن كان إرهابيًا ولكنه فاوض من أجل السلام، أما الإرهابى الآخر نيتانياهو فهو مجرم حرب بجميع المعايير ولا علاقة له بتعبير السلام والعمل من أجله، ولعلى أوجز هنا بعض الملاحظات المتصلة بما جرى ويجرى فى غزة الصامدة المناضلة:

أولًا: إن من أكبر نتائج ما بعد أحداث ٧ أكتوبر هى أنها أحداث كاشفة بالمعنى الشامل للكلمة، لأنه قد ثبت للجميع أن نيات إسرائيل العنصرية العدوانية التوسعية مازالت متأصلة فى الضمير العبرى لا تفهم معنى التعايش المشترك ولا تدرك قيمة التواصل بين الشعوب والثقافات، إذ إن المضمون النهائى لما ترفعه إسرائيل من شعارات لا يعدو أن يكون إضافة لأمر أشمل أو تنقية لموضوع أدق.

ثانيًا: دعونا نفترض أن هذا الائتلاف الحاكم قد أفلت بجرائمه، أتراه يفلت بها جميعًا؟ أشك فى ذلك كثيرًا لأن الجرم واضح والمأساة أمام شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعى كلها تؤكد ذلك.

ثالثًا: إن تلك الأحداث الكاشفة التى نشير إليها تعطى مؤشرًا لا يخطئ بأن نيتانياهو وحكومته سوف يجرى الدفع بهما إلى الظل ولن تقوم لهما قائمة إلا إذا جدت أمور تدفع إلى كارثة كبرى أو نكبة عظمى مثل تلك التى عرفتها القضية من قبل فى المواجهات الطويلة بين طرفى الصراع.

رابعًا: يقولون ربّ ضارّة نافعة، وقد يكون النافع هنا نسبيًا، بمعنى أن يشعر العرب والفلسطينيون بتحقيق الذات، وتأكيد الهوية القومية، والتمسك بثوابت القضية العربية الأولى التى لن تنتهى إلا بعد طلوع الفجر وشروق الشمس.

خامسًا: إن التعاطف الدولى مع الشعب الفلسطينى فى مأساته نتيجة الأفعال اللاإنسانية التى تعرض لها أصبح متزايدًا إذ إن مثل هذا التعاطف قد أكسب الفلسطينيين قدرًا من الثقة بالنفس والإحساس بأن ما جرى له حدث على مسمع ومرأى من شعوب العالم، لذلك كان التعاطف معه واسعًا والإحساس به كبيرًا، كما أن ردود الفعل الدولية حتى على المستوى الرسمى أيضًا قد حملت فى طياتها قدرًا من التعاطف مع شعب الشهداء والجرحى أمام أكبر جريمة فى العصر الحديث.

سادسًا: لقد أدرك العرب أنه على الرغم من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى إلا أن الشعب الفلسطينى هو صاحب التضحيات الكبرى والأثمان الفادحة فى النضال من أجل استعادة حقوقه، خصوصًا وقد انكشف الغطاء وسقطت ورقة التوت التى تسترت بها حكومات عديدة أجنبية بل وعربية أيضًا لستر العوار الواضح فى السياسات الدولية والمنظمات المعنية.

سابعًا: إن مطاردة وكالة غوث اللاجئين وإلصاق اتهامات مفتعلة بها هو أمر حرك ضمير الإنسانية فى كل مكان حتى توقفت خدمات الأونروا أو كادت بسبب أكاذيب إسرائيل ومزاعم بعض حلفائها الذين حرموا ذلك الشعب فى الشرق الأدنى من أسباب الإغاثة ومقومات الحياة.

ثامنًا: لقد فشلت محاولات إسرائيل الخبيثة ومن يدورون فى فلكها عندما حاولت ضخ الوقيعة والأكاذيب بين الشعب الفلسطينى وجيرانه العرب، خصوصًا فى مصر والأردن على نحو يكشف أبعاد المؤامرة الكبرى التى عمدت إليها الدولة العبرية فى العقود الأخيرة بالحديث عن تهجير اللاجئين والنازحين من أبناء الشعب الفلسطينى نحو حدود البلدين للاستيطان الدائم وتصفية القضية الفلسطينية برمتها على حساب أراضٍ عربية جديدة، بحيث تنعم إسرائيل بالأرض والمياه وكل مصادر الحياة ويفقد الفلسطينيون ما تبقى لهم بعد النكبة فى ١٩٤٨ والنكسة فى ١٩٦٧، وما بعدهما من جرائم دفع الشعب الفلسطينى ثمنها مقدمًا عبر العقود السبعة الأخيرة.

تاسعًا: إن تغيير الحكومة الفلسطينية مؤخرًا هو إشارة لعملية البدء فى إعادة ترتيب أوضاع البيت الفلسطينى، وتصحيح مساره بالضرب على يد الفاسدين والمتقاعسين، ومحاولة توحيد الصف وتنسيق بين جبهات النضال فيه على اعتبار أن تحرير الأرض وإقامة دولة مستقلة هما هدفان يتحتم أن يلتقى حولهما الجميع بغير استثناء.

عاشرًا: إن مواقف بعض الدول غير العربية أو الإسلامية مثل جنوب إفريقيا والبرازيل وغيرهما هى مؤشرات على التحول الذى طرأ على الرأى العام العالمى تجاه القضية الفلسطينية فى الفترة الأخيرة، وهو أمر يجب الحفاظ عليه والاستمرار فيه.

لذلك كله كانت نتائج السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ فى حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن نتائج السادس من أكتوبر عام 1973 بالنسبة للعرب جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023 ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:17 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
  مصر اليوم - نتنياهو يصادق على عمليات إضافية في الضفة الغربية

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:40 2024 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

نباتات ذات روائح مميزة يمكن زراعتها بالمنزل

GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله

GMT 17:48 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مفضلة لتنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 07:30 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عادل لاعب "الاتحاد" يتعرض لإصابة في القدم

GMT 23:07 2016 الأحد ,14 آب / أغسطس

طريقة عمل الملبن بالمكسرات

GMT 23:13 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مدينة الرقة السورية باتت خالية من داعش بشكل كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon