توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو حوار إسلامى ــ إسلامى

  مصر اليوم -

نحو حوار إسلامى ــ إسلامى

بقلم - مصطفي الفقي

تابعت الحوار المسيحى - المسيحى من خلال زيارة البابا تواضروس الثانى بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لنظيره البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والزعيم الروحى للكاثوليك فى العالم، لذلك أسعدنى أن التلاقى بين الكنيستين يضع كنيستنا الوطنية فى مكانها اللائق وسط الكنائس المسيحية فى عالمنا المعاصر، وتذكرت على الفور التصريح الذى أدلى به منذ فترة وجيزة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب عندما دعا إلى حوار إسلامى - إسلامى بين أصحاب المذاهب الإسلامية والفرق الدينية التى تقع تحت مظلة الإسلام الحنيف، وكيف أن الحاجة الماسة إلى ذلك الحوار جاءت فى وقت تلتقى فيه الديانات وتتعانق الرسالات فما بالنا بأتباع الديانة الواحدة، وأتذكر أن الظروف قادتنى منذ سنوات لمقابلة مع الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى وتحدثنا يومها فى أحد فنادق القاهرة مع زيارة له بعد أن ترك المنصب، وأتذكر جيدًا أنه قال لى ولمن معى: إن ديننا واحد شيعة وسنة وربنا واحد ونبينا واحد، وقرآننا واحد، وقبلتنا فى الصلاة واحدة، والخلاف بيننا وبين أهل السنة هو خلاف تاريخى يتعلق بتقييم بعض الصحابة، وفى مقدمتهم السيدة عائشة رضى الله عنها، أى أنه لا يوجد خلاف حاد بين أهل السنة وأهل الشيعة، خصوصًا أن دعاة التقارب بين المذاهب الإسلامية، وفى مقدمتهم الشيخ محمود شلتوت الإمام الأكبر الأسبق قد أفتوا بجواز التعبد بالمذهب الشيعى الإثنى عشرى، ولذلك فإننا نرجو التركيز على جماعات التقريب بين المذاهب الإسلامية، وذلك لنبذ الفرقة والابتعاد عن خلافات غير مبررة. وأنا أتصور أن المسئول الأول عن توسيع هوة الخلاف بين المذهبين الرئيسيين فى الإسلام هو قوى غربية استعمارية تستهدف خدمة مصالحها بمنطق فرق تسد، وعندما زرت العراق عدة مرات كنت أحرص على زيارة الضريحين الكبيرين أولهما للإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان، والثانى للإمام موسى الكاظمى تجسيدًا لإيمانى بأن الخلافات المذهبية يجب ألا تؤثر أبدًا على الوفاق الدينى والتسامح المذهبى، وأتذكر أن الأستاذ نبيه برى رئيس مجلس النواب اللبنانى وهو عربى شيعى قال لى إن أحد مبعوثى الأزهر إلى الدولة اللبنانية كان يدرس له ولزملائه فى المدرسة - شيعة وسنة - ويحرص على أداء صلاة الجمعة معهم مرة فى مسجد سنى ومرة أخرى فى حسينية شيعية، رغم أن ذلك المعلم كان قادمًا من الأزهر الشريف أكبر مركز سنى فى العالم، وأنا أعلم أن هناك بعض المتطرفين من الشيعة يسبون بعض الصحابة - وهو أمر غير مقبول - ولكن القضاء عليه يأتى بمزيد من التفاهم مع دوام التواصل بين أهل المذهبين الكبيرين ويمكن أن يتم ذلك من خلال آليات عصرية تجذب المسلمين من كل المذاهب الصحيحة ليصبحوا فى النهاية تجسيدًا لأمة واحدة تؤمن بالتعايش المشترك وتسعى لتوحيد كلمة المسلمين والحذر الدائم من محاولات التفرقة بين صفوفهم، فقد جاملت بريطانيا السنة فى العراق عام 1920 وجامل الأمريكيون الشيعة فى العراق عام 2003 فى محاولة خبيثة لضرب الوحدة الوطنية هناك وتقسيم ذلك البلد العربى الأبى هو وغيره وفقًا للخلافات المذهبية والتقسيمات التى يراد بها زرع الاضطرابات، والنيل من وحدة المسلمين، وتحويل الأمر إلى مواقف ظاهرها مقبول وباطنها مرفوض.

إننى أدعو الإمام الأكبر وهو أستاذ للفلسفة الإسلامية وعالم جليل يزعجه دائمًا سب الصحابة من جانب بعض غلاة الشيعة، لذلك أطالب فضيلته بالدعوة إلى مؤتمر إسلامى جامع فى أحضان الأزهر الشريف ينطلق من الفتوى الشهيرة للإمام الراحل محمود شلتوت لكى يحيى تقاليد الإيمان الواحد والتعبدالمشترك، خصوصًا أننا فى مصر لا نعرف التمزق الطائفى إسلاميًا أو مسيحيًا ـ كما أن مصر هى الدولة التى عبر عليها المذهب الشيعى من شمال إفريقيا إلى المزارات المختلفة قبل أن يصل إلى حوزتى النجف وقم، وأنا شخصيًا أفتخر أننى صاحب العبارة الشهيرة (إن شعب مصر سنى المذهب شيعى الهوى)، ولنتذكر دائمًا أن جزءًا كبيرًا من طقوسنا الطبيعية مستمد من الحقبة الفاطمية فى حكم مصر التى تبلورت دائمًا فى حياتنا الاجتماعية ومناسبتنا الدينية، وعاداتنا على مدار العام الهجرى، لذلك فنحن أولى الناس بتأكيد وحدة العالم الإسلامى، والدعوة إلى الحوار بين أطرافه، فالأزهر الشريف يجمع ولا يفرق، والإسلام الحنيف دعوة للناس كافة، فمرحبًا بالحوار المسيحى - المسيحى فى الفاتيكان وتحية للحوار الإسلامى - الإسلامى فى صحن الأزهر قلعة الدين وحافظ اللغة وملاذ المؤمنين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو حوار إسلامى ــ إسلامى نحو حوار إسلامى ــ إسلامى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon