توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«باريس عاصمة العالم اليوم»!

  مصر اليوم -

«باريس عاصمة العالم اليوم»

طارق الحميد


هذا ما قاله الرئيس الفرنسي تعبيرا عن الدعم الذي وجدته بلاده دوليا، وتجلى بالمسيرة المليونية التي شهدتها باريس وقادها الرئيس الفرنسي وإلى جانبه قرابة أربعين زعيما دوليا، ومسؤولون على مستويات مختلفة، وهي مسيرة هدفها إظهار الوحدة الفرنسية، والدعم الدولي لفرنسا ضد الجريمة الإرهابية التي وقعت هناك.
أهمية قول الرئيس فرنسوا هولاند إن «باريس عاصمة العالم اليوم» لا تكمن في البعد العاطفي، بل لأنها تظهر أن العالم بعد حادثة فرنسا الإرهابية مختلف عما سبقه، وكما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية في أميركا، وأنه ستكون لفرنسا الطليعة في محاربة الإرهاب من حيث الرؤى، والتوجهات، فما تعرضت له فرنسا مؤخرا، وحجم الدعم الدولي لها، يعني أنه ستكون للفرنسيين الكلمة الطولى في تحديد مسار قادم الأيام بشأن محاربة الإرهاب. وهذا ليس بالشيء المربك، أو غير المريح، بل إن فرنسا من أكثر الدول الغربية التي تعي طبيعة منطقتنا، وتطوراتها، وكل ما يتعلق بالإرهاب.
والفرنسيون أنفسهم أصحاب مواقف واضحة ضد الإرهاب والإرهابيين، لا سيما في مالي للتصدي لتنظيم القاعدة هناك، كما أن للفرنسيين مواقف واضحة، وصارمة، مما يحدث في سوريا، ودور الأسد في تأجيج الصراع الطائفي هناك وضمان تحول الأراضي السورية إلى عامل جذب للإرهابيين من كل مكان، وحتى فرنسا، ليقول الأسد إنه هو من يحارب الإرهاب، وإن على العالم الوقوف معه رغم كل جرائمه. وفرنسا من أصحاب المواقف الواضحة، والحاسمة، في التعامل مع الملف الإيراني النووي، وتعي خطورة ما تفعله طهران، وخطورة تساهل إدارة أوباما معها، كما تعي فرنسا خطورة ما يفعله الحوثيون في اليمن، والموقف الإيراني في العراق.
كل ذلك يقول لنا الآن إنه بمقدار أهمية إظهار التضامن مع الفرنسيين ضد الإرهاب، فمن المهم أيضا أن تكون هناك قنوات تواصل مع الفرنسيين، وعلى كل المستويات، وبشكل عاجل، بمعنى غرفة عمليات للتعاون مع باريس حول أجندة مكافحة الإرهاب الجديدة التي ستطرح، خصوصا بالمؤتمر الأمني الذي دعت إليه واشنطن، والمؤكد أنه ستكون للفرنسيين الكلمة المؤثرة فيه. وعليه فلا بد أن يكون التواصل مع الفرنسيين الآن أكثر من أي وقت مضى خصوصا أن الجميع ضحايا الإرهاب الآن، سواء الخليج، أو العراق، أو اليمن، وبالطبع سوريا التي باتت ضحية التطرف بأسوأ أنواعه حيث الأسد وإيران من ناحية، و«القاعدة» و«النصرة»، و«داعش» من ناحية أخرى.
صحيح أن الفرنسيين لن يقوموا بإرسال جيوشهم للحرب كما فعل جورج بوش الابن بعد إرهاب 11 سبتمبر، لكنهم، أي الفرنسيين، سيرسمون، أو سيكونون المساهم الأكبر، في رسم خارطة محاربة الإرهاب الجديدة. ولذا فلا بد من مزيد من التواصل والتنسيق مع الفرنسيين خصوصا أن مواقفهم متطابقة مع مواقف العقلاء بمنطقتنا من اليمن إلى سوريا مرورا بالعراق ولبنان. لا بد من هذا التحرك الآن لأنه فعليا «باريس هي عاصمة العالم اليوم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«باريس عاصمة العالم اليوم» «باريس عاصمة العالم اليوم»



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon