توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» حالة لا طائفة!

  مصر اليوم -

«داعش» حالة لا طائفة

طارق الحميد

صحيح أن الشيطان في التفاصيل، لكنها تفاصيل لا يمكن تجنبها، خصوصا أنها تناقش أمراء التفاصيل الدامية في منطقتنا؛ فمع الأزمة العاصفة في العراق، وبروز ما بات يعرف بتنظيم داعش الإرهابي، تركز الحديث الآن على أن التطرف في المنطقة هو صفة سنية.
والحقيقة التي يجب إدراكها هي أن «داعش» الإرهابي حالة أكثر من كونه طائفة؛ ففي منطقتنا هناك «داعش» الرئيس، و«داعش» رئيس الوزراء، و«داعش» الحزب الممثل في دولة، كما لدينا «داعش» الميليشيا المسلحة، وجميعهم يقترفون نفس الجرائم التي يقترفها تنظيم داعش اليوم في العراق، من حيث قتل عناصر الجيش العراقي بشكل همجي إرهابي، ونفس «داعش» الذي يقاتل الجيش الحر في سوريا بدلا من أن يقاتل نظام بشار الأسد الإجرامي الذي قصف «داعش» في سوريا، وللمرة الأولى، فقط قبل أيام معدودة!
نقول إن «داعش» حالة وليس طائفة؛ لأن ما يفعله «حزب الله»، المكون والممثل للحكومة اللبنانية، في سوريا، ومثله «عصائب الحق» الشيعية العراقية، و«لواء أبو الفضل العباس» هو نفس ما يفعله «داعش» بالعراق الآن. ومثلهم فيلق القدس الإيراني! كما أن ما يفعله الأسد نفسه، وقواته، بحق السوريين، هو «داعش» كذلك، خصوصا أن نظام الأسد قتل ما يزيد على مائة وستين ألف سوري بالبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيماوية.
والحقيقة أن الاستدلال على الأفعال الإجرامية لـ«داعش» بفيديوهات أو خلافه ستقابله أدلة مماثلة لجرائم أخرى تم اقترافها، فلكل «داعش»، سني أو شيعي، سجل لا يقل سوءا عن الآخر في التعذيب والإهانة والقتل. فما يجب أن نعيه هو أن نتائج التطرف واحدة، ومن أي طرف كان، فتطرف الحكومة العراقية، مثلا، ومن هم محسوبون عليها هو ما قاد العراق إلى ما هو عليه الآن.
ومن هنا فإن «داعش» حالة وليس طائفة، وما يجب أن يعيه الغرب، وعلى رأسه الأميركيون، أن التطرف والإرهاب لا يولدان إلا التطرف والإرهاب، وأن كل «داعش» سيقابله «داعش»، ولذا فلا بد من حلول جذرية لنزع فتيل الأزمة، وإلغاء مسببات التطرف والإرهاب، خصوصا أن ما يحدث بالعراق اليوم ليس كله بسبب «داعش»، بل هناك أسباب حقيقية قادت إلى ما نحن عليه، وبالتالي فلا بد من حل سياسي حقيقي في العراق، وتحرك جاد في سوريا، وإلا فإن المنطقة برمتها مقبلة على ما هو أسوأ. فلا بد من حلول تعلي هيبة الدولة، وتلغي المحاصصات الطائفية، وتقطع الطريق على التدخلات الخارجية، وعدا عن ذلك فإن كل أزمة قادمة ستجلب لنا ما هو أسوأ من «داعش» الذي هو أسوأ من «القاعدة» الآن!
"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» حالة لا طائفة «داعش» حالة لا طائفة



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon