توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام وزارة سيادية

  مصر اليوم -

الإعلام وزارة سيادية

طارق الحميد

بحسب ما نشرته صحيفتنا، بالأمس، عن حصص المكونات السياسية اليمنية بالحكومة الجديدة، فإن وزارة الإعلام ستكون من نصيب حزب المؤتمر الشعبي، الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإذا ثبت ذلك فهذه كارثة.
الحقيقة، ومنذ مدة، كنت من أنصار إلغاء وزارة الإعلام بكل مكان، وحتى السعودية، لكن مع ما نشهده من عمل ممنهج لتقويض دولنا، وإلغاء هيبتها، خصوصا مرحلة ما عرف بالربيع العربي وتبعاتها، فإن القناعة باتت تزداد يوما بعد يوم بأن وزارة الإعلام يجب أن تعامل كوزارة سيادية، وليست رقابية للمنع، أو معنية فقط بتمجيد وتلميع كل ما هو رسمي، وإنما حصن للحفاظ على الدولة، ومنبر تنويري مهمته الدفع بعجلة الإصلاح.
اليوم، ووسط هذا العدد الهائل من وسائل الإعلام المدعومة من دول إقليمية مهمتها تقويض دولنا، ووسط هذا المد الإعلامي التجاري ذي الدوافع المختلفة، لا بد من وزارة إعلام قوية، متجددة، مهمتها الحفاظ على الدولة، والوحدة الوطنية، وضمان عدم المساس بها.
ومنح حزب صالح وزارة الإعلام باليمن يعد بمثابة الانتحار، فمن دون وزارة إعلام استطاع صالح فعل ما فعله باليمن، فكيف سيكون عليه الحال الآن وهو يمسك بمؤسسة تشكيل الرأي العام؟ جنون بالطبع! والأدهى من كل ذلك، في ظل الأوضاع العربية، أن يتسلم رعاع الميليشيات، سنية وشيعية، وجمهورهم، وزارة الإعلام بإمكاناتها، وذلك بعد أن رأينا ما فعلوه ويفعلونه، على الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا عدا عن المحطات التلفزيونية العشوائية مثل «وصال» وغيرها، والمحطات الإيرانية الناطقة بالعربية، وبعض المحطات العراقية والمصرية! ولذا، فإن منح الإعلام لمثل هؤلاء يعني شرعنة التخلف، وإعطاءه الصبغة الوطنية بدلا من أن تكون المؤسسة الوطنية الإعلامية منبرا تنويريا يحمي المستقبل! وعندما نقول إن وزارة الإعلام وزارة سيادية، فإن المطلوب منها، أي الوزارة، الشروع في تطوير حقيقي لمؤسساتها، وأنظمتها، لتصبح مظلة حقيقية للمؤسسات الإعلامية الوطنية، مما يساعد على صنع قيادات إعلامية جديدة من خلال توفير التعليم والتدريب، وبتنسيق مع الجامعات، والمؤسسات الإعلامية، وأن تكون وزارة الإعلام بمثابة ضمانة لمنع أي اختراق خارجي، والحد من الأهواء والمصالح الضيقة التي من شأنها تقويض مفهوم الدولة، وقبل كل شيء تنوير الرأي العام، وهذا أمر لا يمكن تحقيقه إلا عندما يكون على رأس تلك الوزارة رجل دولة، لا رجل حزبي، أو أناس يضحون بدولهم، ومثلما رأينا باليمن الذي تسلمه الحوثيون في خديعة واضحة، أو كما سمعنا مرشد «الإخوان» السابق وهو يقول «ظز في مصر».
والمؤمل أننا وصلنا، عربيا، إلى مرحلة متقدمة برغبة التطور، والتنوير، لكن كل المؤشرات حولنا تقول العكس، ولذا فإن وزارة الإعلام يجب أن تعامل كوزارة سيادية، لا حقيبة توزع حسب المصالح، فعندما ترى وزارة الإعلام تعطى لحزب صالح باليمن، مثلا، فحينها لا تملك إلا أن تردد بيت أحمد شوقي:

وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى
ومن الغرور فسَمِّه التضليلا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام وزارة سيادية الإعلام وزارة سيادية



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon