توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحقيقة المعروفة في سوريا

  مصر اليوم -

الحقيقة المعروفة في سوريا

طارق الحميد

نشرت هذه الصحيفة بالأمس مقالا مهما للكاتب الأميركي في صحيفة «واشنطن بوست» ديفيد إغناتيوس، عنوانه «حان وقت الكشف عن الحقيقة بشأن سوريا». وملخصه أن السياسات الأميركية تقود سوريا إلى موت بطيء، وأن على واشنطن حسم خياراتها هناك مع ضرورة عدم تجاهل حقيقة معاناة السوريين!
مقال إغناتيوس مهم بسبب أهمية الكاتب، تاريخه الصحافي، وعلاقاته النافذة بإدارة أوباما، بل ومع أوباما نفسه، كما أن أهمية مقال إغناتيوس أن موقفه من سوريا كان دائما أقرب لموقف الإدارة الأميركية، وهو ما تناقشت حوله مع إغناتيوس مطولا على المستوى الشخصي، وطوال السنوات الثلاث، لكن اليوم يقر إغناتيوس بأن على إدارة أوباما حسم موقفها، وضرورة تقدير خطر ما يدور في سوريا سياسيا وإنسانيا بسبب جرائم بشار الأسد المدعوم إيرانيا. وأهمية هذا المقال أنه يأتي في الوقت الذي سيزور فيه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا واشنطن، وهي الزيارة التي تعول عليها المعارضة السورية كثيرا، وخصوصا من ناحية دفع إدارة أوباما إلى ضرورة تسريع ورفع مستوى الدعم العسكري للمعارضة. وما يجب أن تعيه الإدارة الأميركية، وهو ما يبدو أن البعض قد بات مقتنعا به الآن، هو أن لا حل سياسيا في سوريا ما لم يكن هناك حل عسكري يدفع للحل السياسي المنشود!
وما تحتاج أن تفهمه إدارة أوباما أن الأسد لم يتوقف لحظة عن ارتكاب الجرائم، ولم تتوقف إيران لحظة عن دعم جرائمه تلك بالأموال، أو السلاح، وحتى من خلال إرسال الميليشيات الشيعية من العراق، ولبنان، وعلى رأسها حزب الله، بينما تقف واشنطن موقف المتفرج مع تكرار الحديث عن ضرورة اللجوء للحل السياسي، وهو أمر لا يتحقق بالأماني. وما يجب أن تدركه الإدارة الأميركية هو أن كل محاولات الرئيس أوباما لتجاهل الأزمة السورية قد باءت بالفشل لأن الأزمة السورية حقيقية، وحجم الجرائم المرتكبة فيها لا يمكن تجاهلها، ولا تجاهل تداعياتها ليس على المنطقة وحدها، وإنما حتى على الغرب نفسه خصوصا مع ارتفاع وتيرة التطرف والطائفية. وما يجب أن تعيه إدارة أوباما أيضا أنه من غير المعقول أن يتفرغ الجميع لردع وكسر «القاعدة» في سوريا بينما الوجه الآخر لـ«القاعدة»، وهو حزب الله، يتحرك بكل حرية هناك، ويواصل قتل السوريين دفاعا عن الأسد، مما يجعل كل محاولات كسر «القاعدة» في سوريا أشبه بمحاولة نفخ رمال الصحراء بالفم!
الحقائق التي أمامنا اليوم تقول إن الأسد لن ينتصر، ولن يستمر، وإن تجاهل أوباما للأزمة السورية لن يعفي إدارته من المسؤولية، كما أنها تقول إن محاربة تطرف السنة وحدهم بسوريا لن يكون عملا ناجعا طالما لم يتم وقف تطرف الشيعة هناك، كما أن الحقائق تقول إن الحل السياسي في سوريا لن يتحقق دون الحل العسكري، فهل من الصعب على إدارة أوباما أن ترى الحقيقة المعروفة سلفا في سوريا، والتي يحاول إغناتيوس كشفها لأوباما اليوم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة المعروفة في سوريا الحقيقة المعروفة في سوريا



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon