توقيت القاهرة المحلي 10:37:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن.. انقلاب!

  مصر اليوم -

اليمن انقلاب

طارق الحميد

عشية حصار الحوثيين للقصر الرئاسي في صنعاء، وبعد اختطافهم لمدير مكتب الرئيس اليمني، يقول بعض أعضاء الحكومة اليمنية إن ما يفعله الحوثيون هو محاولة انقلاب، وهذا أمر غريب، فالانقلاب الحوثي وقع فعليا منذ سبتمبر (أيلول) 2014، وليس الآن بعد الاستيلاء على قصر الرئاسة، فهل الحكومة، وتحديدا الرئاسة، كانت تخشى توصيف ما يحدث، أم أنها استوعبت الآن ما فعله ويفعله الحوثيون؟

ما حدث في اليمن، ومنذ سبتمبر الماضي، هو خيانة، وانقلاب، وما يقوم به الحوثيون الآن هو جني ثمار إسقاط اليمن منذ أواخر العام الماضي، وهم يتصرفون، أي الحوثيين، باليمن بنفس الطريقة التي تصرف بها «حزب الله» في لبنان بعد اغتيال الحريري، حيث قرضوا الحكومة من كل طرف حتى التهموها، وحاصروا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بمقر إقامته، وانتهى بهم الحال إلى أنهم، أي «حزب الله»، هم من يقرر الحرب والسلم في لبنان، وما زالوا معطلين انتخاب رئيس هناك. وبالحالة اليمنية فمن الواضح أن الحوثيين استفادوا كثيرا من تحالفهم مع علي صالح، والآن لا ينوون فرض الفراغ السياسي، بل طرد الرئيس، وتعديل الدستور، والاستيلاء على اليمن من أعلى الهرم.

يفعل الحوثيون ذلك ومعظم المؤسسات اليمنية، الفعال منها أو الشكلي، تحت سيطرتهم، إما فعليا، أو بالاختراق، أو بقوة السلاح، وذلك من التعليم حتى الإعلام، وكذلك منابر المساجد، ونقاط التفتيش، فكيف بعد ذلك يقال إن الحوثيين، ومن خلال محاصرة قصر الرئيس اليمني، يحاولون القيام بانقلاب؟ الانقلاب واقع فعليا، والحوثيون مقتنعون بذلك، ويتصرفون على هذا الأساس! ومن هنا فإن الإشكالية اليوم، والأهمية، ليست في ما يفعله الحوثيون، أو يقولونه، بل في الصمت الخليجي، والعربي، والدولي، والصمت هنا هو عدم طرح تصورات حقيقية لكيفية التعامل مع هذه الكارثة، وليس الأزمة، اليمنية. هل من خطط؟ هل من مواقف؟.. خصوصا أن كل ما يحدث اليوم في اليمن من قبل الحوثيين أمر متوقع، وتم التحذير منه مرارا!

وعندما نقول إن ما يحدث في اليمن كارثة فهذه ليست مبالغة، فكل مقادير وصفة الموت متوافرة في الداخل اليمني، من إيران إلى «القاعدة»، ومن «حزب الله» إلى الحوثيين، ومن الصراع القبلي إلى انتشار السلاح، وكل ذلك يحدث على الحدود السعودية، والخاصرة الخليجية، وبالطبع حتى على باب الملاحة البحرية الدولية. والقول بأنه يمكن التعامل مع أي حكومة يمنية هو هروب من الواقع، فمن استطاع التعامل مع حكومة المالكي في العراق؟ ومن استطاع فهم حكومة مرسي أصلا في مصر؟ وها هو الإهمال الدولي في سوريا يقدم درسا للجميع حول عواقب الإهمال، وما زلنا في أول مشوار الخراب الذي يخلفه إهمال الملف السوري.

وعليه، فهل من رؤية للتعامل مع الحوثيين؟ هل تتقبل منطقتنا يمن تتشارك فيه إيران و«القاعدة»؟ أم آن الأوان لدعم مشروع يمنين، وذلك أفضل من انتهاء اليمن ككل، وتحوله لدولة فاشلة؟ لقد سقط القصر فما المنتظر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن انقلاب اليمن انقلاب



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon