توقيت القاهرة المحلي 11:31:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داعشي إيراني!

  مصر اليوم -

داعشي إيراني

طارق الحميد

سادت حالة من الذهول قبل يومين وذلك بعد أن تمكن إرهابي مناصر لـ«داعش» و«جبهة النصرة» من احتجاز مجموعة من الرهائن وسط مقهى بمدينة سيدني الأسترالية، وسبب الذهول بالطبع هو أن الهدف كان مقهى عاديا، مما يعني سهولة تكرار تلك العملية في أي مكان حيث بمقدور أي إرهابي، أو مجنون، إيقاع عدد كبير من الضحايا العزل.

إلا أن القصة هنا ليست في طبيعة العملية الإرهابية وحدها، أو موقع تنفيذها، بل القصة هي في هوية مرتكب هذه العملية الإرهابية، وهو رجل دين إيراني لاجئ إلى أستراليا، وليس هذا وحسب، بل وبحسب التقارير الإعلامية فإنه قد تسنن، أي انتقل من المذهب الشيعي للمذهب السني، وقام بعمليته التي قام بها في مدينة سيدني رافعا شعار «جبهة النصرة»، ومطالبا السلطات هناك، وأثناء احتجاز الرهائن، بتزويده بشعار «داعش»، وعليه فنحن الآن، إذا لم أكن مخطئا، أمام أول داعشي إيراني شيعي تسنن! حسنا هل نحن أمام حالة جنون كما يقال؟ أم أننا أمام مؤامرة، كما يحلو للبعض القول الآن؟ أم أن هذه عملية طبيعية، وخصوصا بعد أن سممت إيران منطقتنا، وثقافتنا، وتحديدا من بعد الثورة الخمينية؟
الحقيقة أن القول بأن جريمة سيدني الإرهابية، وكذلك طبيعة مرتكبها، هي حالة من الجنون، ودليل على سلوك مضطرب للجاني، ليس بالقضية المهمة هنا، فالانتماء إلى «داعش»، والإقرار بما تفعله، والمشاركة فيه، هو أيضا ضرب من الجنون! كما أن القول بأن رجل الدين الإيراني هذا، مرتكب جريمة سيدني، هو أصلا من أصحاب السوابق لا يقلل كذلك من خطر العملية الإرهابية، ومدلولاتها، وبعدة اتجاهات، فكثر من المنتمين للتنظيمات الإرهابية، وخصوصا «داعش»، هم من أصحاب السوابق، وعليه فإن القصة هنا هي في هوية منفذ العملية نفسه، وهو إيراني شيعي سابق، مما يحتم السؤال التالي: كم على إيران الآن أن تتوقع ظهور دواعش إيرانيين بأراضيها، وإن كان لا فرق أصلا بين «داعش» والسلوك الإيراني بمنطقتنا، سواء في العراق، أو سوريا، أو اليمن؟
وإذا استبعدنا فرضية نظرية المؤامرة، وهو ما أستبعده، فمتى تدرك إيران أن سياساتها المتهورة، والتوسعية هذه من شأنها أن تنقل النار إلى الأراضي الإيرانية نفسها، خصوصا بعد أن رأت طهران كيف أن تورط «حزب الله» في سوريا لم ينقذ الحزب، ولا لبنان، الذي أقحم بالأزمة السورية، كما ورط «حزب الله» الذي قتل له بسوريا أكثر مما قتل حتى في معارك الحزب العبثية مع إسرائيل؟ فمتى تدرك إيران ذلك، خصوصا أن إيران قد سممت منطقتنا بالشعارات الكاذبة، والطائفية والتحريضية مثلها مثل كل التنظيمات المتطرفة، ومنها «القاعدة» التي نامت مطولا في أحضان إيران، وخصوصا في العراق، والآن في سوريا؟
أعتقد أن هذه هي القصة الآن التي تستحق أن يركز عليها لمعرفة إذا ما بدأت إيران تحترق فعلا بالنار التي لعبت بها مطولا بمنطقتنا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعشي إيراني داعشي إيراني



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon