توقيت القاهرة المحلي 09:37:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة بورقيبة لا حزب الغنوشي

  مصر اليوم -

دولة بورقيبة لا حزب الغنوشي

طارق الحميد

انتهت الانتخابات البرلمانية التونسية الثانية بعد الإطاحة بنظام بن علي بفوز حزب «نداء تونس»، وخسارة حركة النهضة الإخوانية، التي أقرت بالهزيمة، وجاءت ثانيا بالانتخابات، وعلى أثر ذلك انطلقت التحليلات لمحاولة فهم ما جرى في تونس، هل عاد «الفلول»، كما يقول البعض؟ وهل تعلم إخوان تونس مما حدث حولهم؟
الأسئلة كثيرة، وما حدث يستحق مزيدا من التحليل لفهم الحالة التونسية، وما يستفاد منها عربيا، خصوصا أن هناك حالة تضليل إخوانية في مصر، والخليج، لما حدث في تونس. والحقيقة أن فوز «نداء تونس» ليس عودة للفلول، كما يقول بعض المحسوبين على الإخوان، بل هو انتصار للإرث الثقافي الحقيقي الذي شكله نهج، ومنهج، الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، وهذا الإرث هو ما استطاع تحجيم طموح الإخوان في تونس، وهو ما دفع حركة النهضة الإخوانية للانحناء للعاصفة بتونس منذ فترة، وخصوصا بعد ما حدث في مصر، وبعد أن مارست حركة الإخوان المسلمين الأم هناك الحماقة السياسية بكل معانيها.
إقرار الإخوان في تونس بالخسارة، وتغني أنصارهم العرب فيما حدث، يجب أن يكونا مدعاة للتأمل، والتعلم، وليس «الحسد» كما يقول أحد الكتاب الإخوانيين بمصر، فما حدث بتونس، وقبله في مصر، وما يحدث في ليبيا، يقول إن الإخوان المسلمين يخسرون بكل مكان، يخسرون الشارع الذي ما فتئوا يحرضونه طوال عقود. فشل الإخوان لأنهم عند الاختبار الحقيقي، فيما بعد الربيع العربي، وهو اختبار الحكم، لم يستوعبوا أن الحكم غير المعارضة التي أجادوها من باب المناكفة والتأليب، حيث ثبت أنهم لا يفهمون طبيعة الحكم، ولا يؤمنون أساسا بقواعد العملية السياسية، وهذا ما تجلى في فترة حكمهم لمصر.
وما حدث الآن يقول لنا إن من حمى الدولة في مصر من الإخوان هو المؤسسة العسكرية بدعم شعبي، بينما من حمى تونس هو إرث بورقيبة، وبدعم شعبي، أي إن من أنقذ مصر كان مؤسسة، بينما من أنقذ تونس كان نهجا وإرثا! وهذا أمر يستحق التأمل كثيرا عربيا، كما من المهم أيضا أن يستوعب الإخوان المسلمون الحقيقة الآن وهي أن الرفض الشعبي لهم بات واضحا من الخليج إلى المحيط. فإشكالية الإخوان، وكل التيارات الإسلامية، أنهم لم يستوعبوا أن شعوب المنطقة لا تريد شعارات براقة، خصوصا وقد فشلت كل تلك الشعارات المزيفة، فما تريده الناس هو منجز حقيقي يلمسونه، وينعكس على نمط حياتهم، كما أن الناس تريد أوطانا حاضنة لا وعظية، أو طاردة. والحقيقة أن جميع حركات الإسلام السياسي بالمنطقة، سنة وشيعة، قد فشلوا في فهم ذلك، ومن هو في مركز القوة منهم الآن فإنه باق استنادا لسطوة السلاح، والترهيب.
وعليه فإن انتخابات تونس تقول لنا الآن إن إرث الدولة التونسية هو من نجح هناك، بينما خسر الإخوان، وبكل مكان، كما خسر معهم تيار الإسلام السياسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة بورقيبة لا حزب الغنوشي دولة بورقيبة لا حزب الغنوشي



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 09:37 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يشاركان في منتدى الأعمال
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يشاركان في منتدى الأعمال

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon