توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا حل وصالح في اليمن

  مصر اليوم -

لا حل وصالح في اليمن

طارق الحميد

من الصعب تصور أي حلول في اليمن طالما أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لا يزال هناك، ويدفع البلاد كلها إلى أزمة خطيرة على مستوى اليمن نفسه، وكذلك على دول الجوار. اليوم، وبعد فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات الجمعة الماضية على المخلوع صالح واثنين من زعماء الحوثيين لتهديدهم سلام واستقرار اليمن، وعرقلة العملية السياسية هناك، لا يمكن القول بضرورة طرح مبادرة خليجية ثانية تجاه اليمن، وكما اقترح بالأمس في هذه الصحيفة، وزير الدولة للشؤون الخارجية العمانية السيد يوسف بن علوي، خصوصا وأن صالح لم يعد ذلك «الشبح» الذي يتحدث عنه الجميع في اليمن، بل إن الواقع، وباتهام أممي، يقول إن صالح والحوثيين يهددون السلم والاستقرار باليمن، ويعرقلون العملية السياسية فيه.


وبالتالي فإن الحديث عن مبادرة خليجية ثانية لليمن كون أن المبادرة الأولى كانت في عام 2011، وكما يقول الوزير العماني، يعني أنه على دول الخليج، والمجتمع الدولي، تقبل ما حدث من انقلاب باليمن، والتعايش مع ذلك، ولو سقط اليمن في أتون الحرب الأهلية، والتقسيم، وهذا أمر غير مقبول، ولا معقول، فإذا كان من المقبول، مثلا، التسليم بواقع الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، وبتآمر من صالح، فهل يمكن أيضا القبول بوجود «القاعدة» التي باتت تكتسب تعاطفا الآن باليمن جراء عدائها للحوثيين؟ أمر لا يمكن قبوله بالطبع. ولذا فإنه لا يمكن تخيل أي حلول باليمن طالما أن علي عبد الله صالح لا يزال مقيما هناك، وهو ما يعني لكل أتباعه وأنصاره أنه لا يزال قويا، وفاعلا، وقد يعود لحكم اليمن بشكل أو بآخر، إما من خلال شخصه، أو ابنه، أو أي شخصية محسوبة عليه، والواضح أن هذا ما يخطط له صالح جيدا، وهو ما سيقود اليمن إلى الانزلاق إلى حرب أهلية سيكون لها تبعات خطيرة.


ومن هنا فإن أول الحلول للأزمة اليمنية ليس مبادرة جديدة، ولا ثانية، بل خروج صالح نفسه من اليمن، وتطبيق عقوبات مجلس الأمن عليه، مع إبلاغه بكل وضوح أن القادم أسوأ وأقسى دوليا، عدا عن ذلك فإن صالح لن يرتدع، خصوصا وأن صالح، ومن هم على شاكلته، لا يفهمون إلا لغة القوة، وهنا نتحدث عن قوة القانون، وليس قوة السلاح.


أما الحديث عن مبادرة خليجية ثانية فإنه سيمثل طوق نجاة للثعلب صالح، وكذلك منح مشروعية للانقلاب الحوثي باليمن، والحقيقة أن أحد أهم إشكاليات الوساطات العربية عموما، وهو ما تحدثنا عنه مرارا، أنها دائما تقوم على تطبيق النهج اللبناني المشؤوم لا غالب ولا مغلوب، وحتى لو كان الوضع القائم انقلابا، أو نتيجة اغتيال سياسي، وهذه أحد أسباب الكوارث التي تشهدها منطقتنا، وأبرز ثغرة ينفذ منها الإيرانيون دائما لمنطقتنا وقضايانا. وعليه فإن أولى خطوات الحل باليمن هي إخراج صالح من هناك وهو ما سيكون بمثابة الإعلان الرسمي عن انتهاء صالح تماما.

 

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حل وصالح في اليمن لا حل وصالح في اليمن



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon