توقيت القاهرة المحلي 09:00:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يمثل القرضاوي؟

  مصر اليوم -

من يمثل القرضاوي

طارق الحميد

عاود الدكتور يوسف القرضاوي، ومن العاصمة القطرية، هجومه الحاد والمتشنج على النظام المصري الجديد، وهذه المرة تحديدا على مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة المشير عبد الفتاح السيسي، الذي كال له القرضاوي جملة من التهم، والافتراءات!
وبالطبع فإن لا جديد في تصريحات القرضاوي هذه إلا أنها تأتي في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن رغبة قطرية لنزع فتيل الأزمة مع دول الخليج، وتحديدا السعودية والإمارات والبحرين، وكذلك بعد كلمة أمير قطر في القمة العربية في الكويت والتي أكد فيها على علاقات الأخوة مع «الشقيقة الكبرى» مصر، والأهم من كل ذلك بالطبع، مصريا، أن هجوم القرضاوي الأخير هذا على النظام المصري والمشير عبد الفتاح السيسي يأتي بعد البيان الأخير الصادر عن الإخوان المسلمين في مصر، والذي قرأه البعض على أنه إعلان إخواني عن نية الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة، كما قرئ على أنه محاولة لخلق تحالفات إخوانية جديدة على خارطة العمل السياسي المصري الجديد.
وعليه فإن السؤال هنا هو: من يمثل يوسف القرضاوي تحديدا؟ هل يمثل الإخوان المسلمين؟ أم قطر؟ أم هو مجرد ناشط سياسي لا يمثل إلا نفسه؟ فإذا كان القرضاوي يمثل الإخوان فإن بيانهم الأخير بمصر يناقض تصريحاته العدوانية تلك، وخصوصا حديثه غير الدقيق عن ثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك على المشير السيسي، وهو التصريح الذي كيفته قناة «الجزيرة» وحدها كيفما تشاء! وقصة الاتهام بالتحالف مع إسرائيل هذه وحدها باتت قصة مفضوحة، ولا قيمة لها، خصوصا بعد أن رأت المنطقة ككل تلحف الإخوان بالغرب. وإذا كان القرضاوي يتهم السيسي، مثلا، بما نسب لإيهود باراك فلماذا لا يتحالف القرضاوي إذن، ومن خلفه، مع «القاعدة» لأن إسرائيل تعتبرها إرهابية، أو ليقفوا مع الأسد الذي يهاجمه إيهود باراك أيضا! والأمر لا يقف عند هذا الحد، فعندما يقحم القرضاوي إسرائيل باتهاماته للسيسي، ووفقا لما نسب لإيهود باراك، فهل نسي القرضاوي الخطاب الصادر من المعزول محمد مرسي نفسه للرئيس الإسرائيلي، ووصفه إياه بـ«عزيزي وصديقي العظيم»، بالرسالة التي ختمها مرسي بالقول لبيريس: «لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد»، ومذيلا الخطاب بـ«صديقكم الوفي.. محمد مرسي»؟
وعليه فمن يمثل القرضاوي؟ فإذا كان يتحدث باسم الإخوان فإن بيانهم يناقض أقواله، وإذا كان يتحدث باسم المصريين فإن مواقف الجموع المصرية التي نزلت في 30 يونيو (حزيران) يخالف كل ما يقوله. وإذا كان يتحدث فقط كناشط سياسي، أو أنه لا يمثل إلا نفسه، فإن هذا أمر يحتم على القطريين تحمل المسؤولية لأنه يحمل جنسيتهم، ويتحدث من أرضهم، ويشن هجومه على مصر من خلال المؤتمرات التي تقام وتنظم في العاصمة القطرية الدوحة، أم أن القرضاوي أصلا يتحدث باسم قطر، وتلك مصيبة أخرى! فمن يمثل القرضاوي؟
"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يمثل القرضاوي من يمثل القرضاوي



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon