توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية وإيران... بين مصدرين

  مصر اليوم -

السعودية وإيران بين مصدرين

طارق الحميد
بقلم طارق الحميد

كثيرٌ الذي يكتب ويقال بعد الاتفاقِ السعودي الإيراني، و«برعاية ووساطة» صينية، كما وصفها وزيرُ الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في لقائِه مع هذه الصحيفة، الاثنين الماضي.
ردود الأفعال هذه طبيعية؛ نظراً لأنَّ التشويش الدعائي، أو ما أسميه دائماً محاولة شيطنة السعودية، يعتبر عالياً جداً، علماً بأنَّ المفاوضات بين الرياض وطهران كانت على مدى عامين، كما قال الأمير فيصل للزميل زيد بن كمي.
السعودية لم تكن غامضةً أو غير قابلة للتوقع، بل كانت واضحةً، ومنذ اتفاق العلا الذي قاده وليُّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وكذلك بالقمتين السعودية الأميركية، والسعودية الصينية.
الرياض اتخذت قراراً واضحاً لا تخطئه العين وهو التنمية والإصلاح، وسبق أن نَقلتُ هنا عن مسؤول سعودي كبير قوله إنَّ السياسة السعودية الخارجية تقوم على «التنمية... التنمية... التنمية»، مضيفاً: «لن نضيعَ الوقت والمال في حروب لا طائل منها».
وهذا حديث سمعه كثرٌ في الولايات المتحدة والغرب، وذات مرة قيل لمسؤول أوروبي كبير زار الرياض إنَّ السعودية لا تنحاز لأحد، لكن «هل كلَّفتم أنفسكم عناء التواصل لمعرفة مواقفنا، كما يفعل الروس، أو غيرهم»، وبالتالي فإنَّ مفتاح فهم السياسة السعودية واضح إذا ما ابتعدت عن التشويش الابتزازي.
قبل أيام، مثلاً، كان هناك خبران يقولان الكثير بين الرياض وطهران، ونقلاً عن مصادر. الأول مفاده أنَّ الرياض تنوي شراء 80 طائرة 787 دريملاينر من شركة بوينغ، وذلك بعد إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس شركة «طيران الرياض». (وفعلاً أعلنت الرياض أمس أنَّها اشترت 72 طائرة من الشركة المذكورة).والثاني، وهو لا يزال وسط جدل التفاصيل، لكنَّه نقلاً عن وزير الخارجية الإيراني، ويقول إنَّ طهران توصلت لاتفاق مع واشنطن لإطلاق سراح سجناء أميركيين بإيران مقابل إفراج واشنطن عن أموال إيرانية، وقيل إنها قد تودع في قطر لاستخدامها للأدوية والغذاء.
من يتأمل الخبرين تتَّضح له الصورة، والأشياء تعرف بأضدادها، كما يقال. كما يستطيع أن يفهم من أين تنطلق الرياض، حيث التنمية، ومن أين تنطلق طهران حيث السعي للخروج من الأزمات المتراكمة والوجودية، وبأي طريقة.
الأمير فيصل بن فرحان قالها صراحة في مقابلته مع هذه الصحيفة، إنَّ هذا الاتفاق «لا يعني توصلنا لحل جميع الخلافات العالقة بين بلدينا، وإنما هو دليل على رغبتنا المشتركة في حلها عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية»، وأنَّ «السعودية ماضية في مسار التهدئة وخفض التصعيد؛ استشعاراً لدورها ومسؤوليتها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي»، مضيفاً: «نحن في المملكة نأمل فتح صفحة جديدة مع إيران، وتعزيز آفاق التعاون بما ينعكس إيجاباً على ترسيخ الأمن والاستقرار ودفع عجلتي التنمية والازدهار، ليس في بلدينا فحسب، بل في المنطقة ككل».
خلاصة القول، إنَّ ما لم يستوعبه كثرٌ، وبسبب التشويش والدعاية الابتزازية، هو أنَّ السعوديةَ حريصةٌ على التنمية، ولديها استقلالية القرار والبرغماتية، والأهم، وهذا ما تغير فعلاً بالسعودية، سرعة اتخاذ القرار انطلاقاً من رؤية وليست أهواء، والأمر كان جلياً من اتفاق العلا بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وإيران بين مصدرين السعودية وإيران بين مصدرين



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon