توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين خطتنا؟

  مصر اليوم -

أين خطتنا

بقلم- طارق الحميد

تعيش المنطقة، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حالة من الفوضى واللامسؤولية السياسية بشكل ملحوظ حيث التصعيد العسكري الذي فرض حالة عدم أمن واستقرار في الجو والبحر، وحتى على المناطق الحدودية لكل الدول العربية.

استُخدم كل شيء في منطقتنا، ميليشيات ومسيّرات وصواريخ وخطاب دعائي، بينما الغائب الوحيد عن المنطقة هو وضوح الرؤية حيال ما يحدث، ما من شأنه إشعال صراعات من السهل بدؤها، لكن من الصعب توقع نتائجها.

هناك غياب للرؤية بالنسبة إلى إسرائيل، التي تستمر في القتل والتنكيل في غزة من دون هدف واضح، أو خطة نهائية، متناسية أن القتل يعني مزيداً من التطرف والإرهاب، ولا يقدم حلولاً بديلة عن حل الصراع والانتهاء بالدولة الفلسطينية.

وتواصل «حماس» التعنت والمغامرة من دون خطة واضحة عدا بقاء قياداتها أحياء، وذلك لن يضمن لها غزة، أو حكمها، ولن يؤدي إلى الدولة الفلسطينية، ولن يوقف آلة القتل الإسرائيلية، وموقف «حماس» الآن أضعف مما مضى.

وتحاول إيران استخدام الدعاية لفرض نهجها التوسعي باستغلال القضية الفلسطينية، بينما هي في ورطة مع إسرائيل التي لا تزال تواصل استهداف قيادات «الحرس الثوري» و«حزب الله»، ونجحت إسرائيل بإيقاع إيران في الفخ دولياً.

ولا تزال الولايات المتحدة تواصل التناقض في المواقف، وآخرها استخدام الفيتو ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة، من دون رؤية أميركية واضحة لكيفية الخروج من هذا الصراع، رغم إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن امتلاك بلاده لرؤية لم نسمع عنها شيئاً!

والعرب مثلهم مثل الأميركيين، حيث هناك جملة من التصريحات من دون رؤية واضحة لما هو مرغوب، وكيفية تحقيقيه، ويقال إن اللجنة السداسية قدمت خطة عمل لواشنطن، ولم ترد عليها بإيجابية، ولا نعلم ما الخطة، ولم يتسرب منها شيء!

ومن يراقب التصريحات الأوروبية فلن يجدها بعيدة عن تصريحات الولايات المتحدة، من حيث التناقض، إلا أنه ليس لأوروبا أثر يذكر حتى الآن. وعليه فإن هذه السيولة الحاصلة، ومنذ السابع من أكتوبر، تعد خطرة وقد تقودنا إلى صراعات مدمرة مع عدم وجود ضوء آخر النفق.

وهذا أمر يتطلب طرح رؤية فاعلة، أو ورقة من نقاط عدة، لما يمكن تحقيقه آنياً، ومستقبلياً. ولا تستطيع الأطراف المتصارعة الآن رؤية ما هو أبعد من أنفها، ولذا على الدول العربية المعتدلة إعداد خطة واضحة، وقابلة للتنفيذ، آنياً ومستقبلياً، تجاه عملية السلام، وواقع الميليشيات الإيرانية بالمنطقة من سوريا إلى العراق ولبنان.

رؤية تكون قابلة للتنفيذ، سواء على عملية السلام، وهي المفتاح، وتجاه التوسع الإيراني، والملف النووي، وترسم الطريق وتحدد الحلول وفق تواريخ محددة، وتُطرح دولياً وبشكل علني، كما حصل وقت طرح المبادرة السعودية التي تحولت إلى مبادرة عربية.

رؤية تكون صريحة إلى درجة طرح الأسئلة الصعبة، مثلاً، هل كان من الأفضل للسلطة الفلسطينية اللجوء للأمم المتحدة من أجل الاعتراف بالدولة، أو السعي لفعل ذلك عبر الدول نفسها، وخارج إطار الأمم المتحدة الآن، وذلك لتجنب الفيتو الأميركي المتوقع؟

لذا علينا طرح خطتنا، وإما تنفذ أو تحرج الجميع، وتظهر عجزهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين خطتنا أين خطتنا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon