توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران هي الورقة الروسية

  مصر اليوم -

إيران هي الورقة الروسية

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن إيران والقوى العالمية علقت المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي بسبب «عوامل خارجية»، وذلك بعد أن قدمت روسيا مطالب في اللحظة الأخيرة.
وملخص القصة أن الروس طالبوا بضمانات بألا تشمل العقوبات المفروضة عليهم بسبب الحرب على أوكرانيا، أي اتفاق سيبرم مع إيران، وموسكو طرف رئيسي بمفاوضات فيينا، حيث إنها من سيخزن فائض اليورانيوم الإيراني.
الروس بكل بساطة لا يريدون منح النفط الإيراني، في حال تم الاتفاق النووي، أن يحل محلهم في الأسواق، وبلغة بسيطة فإن موسكو ترفض، كما قال لي متابع، أن تقول لها إيران: «قم لأجلس مكانك».
الورطة هنا ليست إيرانية وحسب، بل وأميركية أيضاً، وفرصة لن يضيعها الرئيس بوتين، وسيحتفي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اجتمع لثلاث ساعات مؤخراً مع الرئيس بوتين في الكرملين.
بالنسبة للروس هذه فرصة ذهبية لتخفيف العقوبات عن موسكو، وتلقين الغرب درساً، ولن يسمحوا بعودة طهران للمجتمع الدولي وأخذ مكانهم النفطي من دون ثمن سياسي واقتصادي، وكسر لهيبة الغرب والولايات المتحدة.
وبالنسبة لإيران، سيكون من الصعب الاصطدام مع الروس، ومن الواضح أن العلاقة بين موسكو وطهران معقدة، ويكفي تذكر التسريبات الخاصة بوزير خارجية إيران السابق جواد ظريف التي تحدث فيها عن الموقف الروسي من الاتفاق النووي.
في أبريل (نيسان) 2021، نشرت تسريبات لظريف تحدث فيها عن محاولات روسية للطعن بالاتفاق النووي في الأسابيع الأخيرة من توقيعه عام 2015، وقال ظريف حينها إنه ليس من مصلحة روسيا أن تطبّع طهران علاقاتها مع الغرب، مضيفاً وقتها أنه أهان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المفاوضات النووية، وذلك حين سأله لافروف عن تفاصيل في المفاوضات ورد عليه ظريف قائلاً: «هذا ليس شأنك».
وبالتالي فإن الإيرانيين ليسوا بوارد توتر العلاقة مع روسيا الآن، وأي تغير بالموقف سيظهر ملالي إيران كأنهم يقفون مع الغرب ضد روسيا، وهذا موقف لن يحظى بتأييد «الحرس الثوري»، وظريف كان يشكو من أن الروس يتجاوزونه للتعامل مع «الحرس الثوري».
أما بالنسبة للإدارة الأميركية، فإن أي تساهل الآن في مفاوضات فيينا حيال المطالب الروسية يعني خسائر مضاعفة لإدارة الرئيس بايدن، داخلياً وخارجياً. مجرد التنازل الأميركي يعني أن بايدن خذل أوكرانيا، وتساهل مع إيران، وانكسر أمام بوتين.
وهذا مأزق كبير لإدارة بايدن والديمقراطيين الذين سيواجهون قريباً الانتخابات التشريعية النصفية وسط تربص الحزب الجمهوري، ومع ارتفاع أسعار البنزين بالولايات المتحدة، ما يجعل روسيا وإيران شأناً انتخابياً أميركياً.
وصحيح أن إيران باتت ورقة روسية إلا أن الكاسب الآن هو الصين التي ستحصل على عدة مكاسب من دون تسجيل موقف، فأياً كانت النتائج في فيينا فإن بكين ستحصل على طهران وموسكو بأبخس الأثمان، ومن دون استخدام حتى حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
ماذا عن منطقتنا؟ علينا مراقبة العمليات العسكرية الإسرائيلية الآن في كل من إيران وسوريا، خصوصاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ناقش في اجتماعه الأخير مع بوتين ضرورة التنسيق في سوريا، ومنح إسرائيل مساحة للتحرك هناك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران هي الورقة الروسية إيران هي الورقة الروسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon