توقيت القاهرة المحلي 18:27:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

  مصر اليوم -

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

بقلم- طارق الحميد

أعلن وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية اقترابهما من وضع «اللمسات الأخيرة» على اتفاق أمني بينهما لطالما طال انتظاره، وهو اتفاق مهمٌّ دون شك لكلا البلدين، وله تأثير على المنطقة، وبمجالات مختلفة.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد بالرياض: «اقتربنا بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات الثنائية مع الولايات المتحدة»، مضيفاً: «معظم العمل جرى إنجازه بالفعل. لدينا الخطوط العريضة لما نعتقد أنَّه يجب أن يحدث على الجبهة الفلسطينية». كما أجاب وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، في المؤتمر نفسه، عن السؤال نفسه إجابة مشابهة، حيث قال بلينكن: «قمنا بعمل مكثف خلال الأشهر الماضية حتى قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، نريد التركيز على الجزء المتعلق بالفلسطينيين في أي اتفاقية. أعتقد أنه قارب على الانتهاء».

كلتا الاجابتين تضمنت الحديث عن «الجزء المتعلق بالفلسطينيين»، فهل هذه «اللمسات الأخيرة» سعودية - أميركية فقط، أم أنها كذلك، ولكن القضية الفلسطينية هي من صميمها؟ هذا المسألة غير واضحة تفاصيلها الآن.

الواضح الآن أن المنطقة كلها، وفيما يتعلق بالحرب على غزة، باتت على أعتاب «اللمسات الأخيرة»، ومن عدة اتجاهات. اليوم عبّر الوسيط القطري عن نفاد صبره مع كلا الطرفين، إسرائيل و«حماس». وعادت مصر للواجهة باتصال الرئيس الأميركي بنظيره المصري.

واليوم تهرول الولايات المتحدة لحماية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خشية صدور قرار إدانة ضده من محكمة الجنايات الدولية. ونتنياهو بدوره يلوح بأن لا هدنة بحال صدر قرار قضائي أممي ضده.

وفي الوقت نفسه لا يزال نتنياهو «حبيس» قرار اجتياح رفح من عدمه، وكأنه هو المحاصر وليس «حماس»، لأن اجتياح رفح سيعقد من وضعه الدولي، وحالة الجمود هذه دون تسوية أو هدنة، تهدد تحالف حكومته المتطرفة بإسرائيل، ومستقبله السياسي.

وبالنسبة لـ«حماس»، فإن وضعها ليس بأحسن حال من نتنياهو، وها هي تحاول التقرب من السلطة الفلسطينية على أمل تلميع الصورة، والبقاء في حكم غزة مستقبلاً، مع الحديث العلني، وربما البحث الحثيث، عن مسألة الانتقال من قطر.

وهناك الصمت الإيراني الواضح، ومنذ الضربة الإسرائيلية على أصفهان رداً على الهجوم الإيراني الشكلي على إسرائيل. رغبة طهران الأساسية الآن تتركز على ضمان عدم ضرب إسرائيل لـ«حزب الله»، ومحاولة حجز كرسي في طاولة المفاوضات القادمة.

ولذلك خفض الحوثي هجومه في البحر الأحمر، ولجمت إيران «الحشد الشعبي» في العراق، الذي أكد مسؤولوه في عدة تصريحات صمود الهدنة المعلنة بعدم التعرض للقواعد الأميركية في المحيط الجغرافي، تحديداً في سوريا.

وعليه فإن كل ما سبق يقول لنا، بل ويظهر، أن المنطقة برمتها على مشارف وضع «اللمسات الأخيرة» على خلفية الحرب في غزة، فإما اتفاق ينتج عنه سقوط البعض من فوق الشجرة، حيث لم يفلحوا بالنزول الآمن.

أو هروب البعض إلى حافة الهاوية، وسيدفعون أيضاً أثماناً ليست بسهلة، وبالطبع فإنَّ الثمن الإنساني هو الأهم والأغلى. ولذا فإننا أمام مرحلة «اللمسات الأخيرة»، وليس كلها شر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة و«اللمسات الأخيرة» المنطقة و«اللمسات الأخيرة»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon