توقيت القاهرة المحلي 21:54:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلب «حماس» لوقف الحرب

  مصر اليوم -

مطلب «حماس» لوقف الحرب

بقلم - طارق الحميد

وفقاً لما نُقل عن أحد قادة «حماس» في لبنان، الذي كان يتحدث، قبل بضعة أيام، في مؤتمر صحافي ببيروت، فإن «مطلب الحركة لوقف الحرب هو إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». شكراً لك سيد أسامة حمدان. للشكر سببان؛ أولهما قديم، وثانيهما جديد. أما الأول فهو تذكيرك بما كان معلوماً، من قبل نشوء «حماس» خواتيم سنة 1987، عشية انطلاق الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، على نحو عفوي فاجأ يومذاك حتى قيادات الفصائل الفلسطينية، ثم انتشارها في أرجاء الأرض المحتلة كلها. المعلوم المُشار إليه هنا، هو مطالبة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بقيام دولة فلسطينية مستقلة، ضمن حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها، بعدما يتم انسحاب كل قوات الاحتلال الإسرائيلي، على أساس أن قيامها سوف يفضي بدوره إلى سلام شامل يضع حداً للصراع العربي - الإسرائيلي ككل.

ثاني الأسباب أن قيادياً من «حماس» وضع الشرط المطلوب لإيقاف أحدث حروب الحركة ضد إسرائيل، بعدما بدأتها بهجوم مباغت وغير مسبوق، حجماً، وتخطيطاً، وتنفيذاً، وتأثيراً، يوم السابع من الشهر الحالي. تحديد الشرط مهم في حد ذاته، فهو، إذا ثبت أنه استراتيجي فعلاً، ينبئ الناس بأن لدى «حماس» هدفاً لهجومها ذاك. الهدف هنا هو ما يشير إليه المختصون بتعبير «ENDGAME»، بمعنى أن كل طرف يشارك، أو قل يتورط، بأي لعب سياسي، يجب ألا يعبث، بل يقتحم الميدان مدركاً لما قد يترتب على ما هو مقبل عليه. في ضوء ما سبق، يمكن التوفيق بين كلام أسامة حمدان، وقول السيد خالد مشعل، «رئيس الحركة في الخارج»، خلال مقابلة أجرتها معه قناة «العربية»، إن الهجوم كان «مغامرة مدروسة»، مؤكداً التالي: «نعرف جيداً تبعات عمليتنا يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)».

كلام الاثنين، مشعل وحمدان، مهم للغاية، إذ قد يعين على فهم الغاية مما يجري، ولذا من الضروري أن يوثق تاريخياً، فلا أحد يعلم، حتى الآن، على وجه اليقين، نتائج نهايات المسلسل الذي بدأت فصوله في التدحرج قبل تسعة عشر يوماً. نتيجة للحيرة، ترى وتسمع كيف أن الناس تضرب الأخماس في الأسداس، وتخوض مغامرات تخمين، منها ما يتوقع ألا تقل الخاتمة كارثياً عن نكبة فلسطين الأولى (1948)، ومنها ما يشير إلى احتمال أن تتمخض عن خريطة جديدة للمنطقة بين رفح، ووادي غزة، وأقصى شمال القطاع، تفرض واقعاً يفاجئ الجميع.

مهم أيضاً ملاحظة كلام «حماس» عن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة». المُفترض هو أن ميثاق الحركة يتعارض مع هذا التصور أساساً، من منطلق رفض «حل الدولتين»، الذي قبلته منظمة التحرير الفلسطينية، ووافق عليه المجتمع الدولي، بينما ترفضه إسرائيل. اعتراض «حماس» ينهض على أساس أن أرض فلسطين، كلٌّ لا يتجزأ، ثم إنها عند الأشد تمسكاً بالمنهج ذاته «وقف إسلامي»، ليس من حق الفلسطينيين أنفسهم التصرف فيها وحدهم. ضمن هذا السياق، بالوسع التوصل إلى القول إن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة» ليس من ابتكار «حماس»، بل هي رفضته في السابق، حتى قبل نشأتها، عندما سبقها إليه الجميع، فهل كان ضرورياً أن يحصل ما حصل حتى الآن، كي يصبح هذا المطلب هو شرط وقف الحرب؟ ربما الإجابة نعم. فبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع قيادة «حماس»، واضح أنها نجحت في إعادة تذكير العالم بضرورة إيجاد حل لقضية فلسطين، حتى لو كان المقابل هو الدفع بها إلى نوع من التصفية، خصوصاً إذا جاء الحل في صيغة إنشاء «دويلة» على ما يتبقى من ركام قطاع غزة، بعدما تصمت المدافع. كم هي مرعبة التساؤلات التي تبحث عن إجابات مقنعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلب «حماس» لوقف الحرب مطلب «حماس» لوقف الحرب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon