توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من مشعل إلى نصر الله

  مصر اليوم -

من مشعل إلى نصر الله

بقلم - طارق الحميد

يقول المثل: «إذا انتظرت بجوار النهر لفترة كافية، فسوف تطفو أجساد أعدائك». وفي منطقتنا يمكن أن يقال: إذا استعنت بعقلك فسترى الأكاذيب تتكشف أمامك، وما أكثرها، وأبرز كذبة بمنطقتنا هي كذبة «المقاومة والممانعة» ممن يدعون محاربة إسرائيل.
الأربعاء الماضي وحده قدم لنا قصتين مهمتين، ومن دون تخطيط، عن أكاذيب مدعي «المقاومة والممانعة» لأننا انتظرنا مطولاً بجوار النهر. الأولى بهذه الصحيفة، والثانية عبر مسلسل «الاختيار3»، وكلتاهما مكملة للأخرى.
القصة الأولى، الأربعاء الماضي، ما نشرته صحيفتنا عن كتاب للدبلوماسي والمبعوث الأميركي فريد هوف «بلوغ المرتفعات»، كشف فيه تفاصيل المحادثات السرية بين دمشق وتل أبيب بين 2009 و2011.
حيث يروي هوف تفاصيل لقائه ببشار الأسد في دمشق 28 فبراير (شباط) 2011، لمناقشة «المراجع المحددة بشأن الأمن»، وذلك لإنهاء الأنشطة والعلاقات السورية التي تشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي.
في الاجتماع قال الأسد لهوف: «الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله بالقواعد بمجرد إعلان كل من سوريا وإسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام». وحال تم التوصل إلى السلام لن يتمكن نصر الله من الحفاظ على منصبه كزعيم «للمقاومة».
القصة الثانية، الأربعاء الماضي أيضاً، جاءت عبر تسريب مقطع فيديو، يعد وثيقة بالصوت والصورة، في مسلسل «الاختيار3»، وأظهر علاقة الإخوان المسلمين بإسرائيل.
كما أظهر المقطع كيف كان مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين يدير الحكم بمصر فترة محمد مرسي، من خلال خيرت الشاطر، الذي كان يوجه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كيفما شاء.
في ذلك المقطع يقول خيرت الشاطر، ويبدو أنه يوجه حديثه لشخص غربي: «لو حصلت ثورة جياع، في خطر على مصالحكم، وعلى مشروع إسرائيل. اليوم، عندما قال الشعب إنه عايز يروح للحدود مع إسرائيل، وقفنا وقلنا لا».
ويضيف الشاطر: «واتصلنا بخالد مشعل، وقلنا له طلع بيان على الإعلام، قول فيه إننا لا نريد من المصريين أن يذهبوا... نحن اليوم لا نريد انهيار البلد، لا نريد فوضى، ولا تخريب ضد مصالحهم... ولسنا في حرب مع أحد».
حسناً، بشار الأسد يقول، في 2011، إنه حال توقيعه سلاماً مع إسرائيل «الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله»، الذي لن يتمكن من الحفاظ على منصبه الحالي كزعيم «للمقاومة»، بحسب الأسد.
وفي 2012، يقول الشاطر هناك خطر «على مشروع إسرائيل...»، وعندما قال الشعب «إنه عايز يروح للحدود مع إسرائيل، وقفنا وقلنا لا، واتصلنا بخالد مشعل، وقلنا له طلع بيان على الإعلام، قول فيه إننا لا نريد من المصريين أن يذهبوا... ولسنا في حرب مع أحد».
ما معنى كل ذلك؟ الأكيد، والواضح، ومنذ زمان طويل، ولا عذر لمن خدعوا من قبل، أن «المقاومة والممانعة» كذبة كبرى، والهدف هو الوصول إلى الحكم بالنسبة لـ«الإخوان»، والاستقرار بالحكم والنفوذ بالنسبة لنظام الأسد.
يفعلون ذلك، ومثلهم إيران، وحتى آخر فلسطيني، ولا تهمهم القضية الفلسطينية إطلاقاً. وخالد مشعل وحسن نصر الله، و«داعش» و«القاعدة»، وغيرهم، ما هم إلا مجرد أدوات لا أكثر ولا أقل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من مشعل إلى نصر الله من مشعل إلى نصر الله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon