توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفح آخر أوراق «حماس»

  مصر اليوم -

رفح آخر أوراق «حماس»

بقلم- طارق الحميد

قبول «حماس» الهدنة، مساء الاثنين الماضي، وبالشكل الذي حدث، خصوصاً بعد إعلان اسرائيل إجلاء أهل رفح صباح اليوم نفسه، كشف أنَّ آخر أوراق «حماس» التي كانت تراهن عليها هي رفح نفسها، وليس حتى الأسرى الإسرائيليين.

ما حدث، وحسب التقارير الإخبارية، والتصريحات طوال يوم الاثنين، يظهر أنَّ «حماس» وافقت على نسخة غير متفق عليها من الهدنة، والدليل أنَّ موافقة «حماس» فاجأت حتى البيت الأبيض، والمجتمع الدولي، وأعتقد حتى الوسطاء، وليس الإسرائيليون وحدهم.

وجاءت موافقة الحركة على الهدنة بعد أن أعلنت إسرائيل، صباح يوم الاثنين، إجلاء بعض سكان رفح، مما يعني بدء الاجتياح الإسرائيلي، ومن الواضح أنَّ «حماس» أرادت إرباك إسرائيل داخلياً، وإحراجها دولياً.

لكن ما لم تعِه «حماس» حينها هو أن من يواصل القتل والذبح، أي الإسرائيلي وطوال قرابة ستة أشهر، آخر همّه الحرج الدولي، أو حتى الضغط الإسرائيلي الداخلي من أجل الأسرى، لأن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو همها البقاء، وليس إرضاء أحد.

والأمر الآخر الذي لم تعه «حماس» هو أن إعلانها الموافقة على الهدنة بذاك الشكل كشف أن آخر أوراقها التفاوضية هي رفح، وليس حتى ورقة الأسرى، ويقال إن «حماس» ليس لديها أكثر من 30 أسيراً، بمعنى أن البقية لدى فصائل أخرى، أو قتلوا.

كل ذلك يعني أن موقف «حماس» بات ضعيفاً دولياً، ناهيك عن موقفها الضعيف على الأرض، والكارثة التي تسببت فيها «حماس» بسبب عملية السابع من أكتوبر أدَّت الآن إلى اجتياح إسرائيلي لرفح، مما أعاد الاحتلال إلى غزة، وكما كان قبل عام 2005.

الحقيقة أنَّ «حماس»، وكعادتها، أخطأت في قراءة الأحداث، والسلوك الإسرائيلي والنهج الدولي، وبالتالي حشرت نفسها في زاوية حرجة وحادة، وأضعفت كل أوراقها التفاوضية مع إسرائيل، كما أضعفت الوسطاء.

دخول إسرائيل إلى رفح يعني اليوم أن «حماس» ليست بحاجة إلى مزيد من المفاوضات، بقدر ما أنها بحاجة ماسة الآن إلى أطراف ضامنة، وهو ما يزيد من ورطة «حماس» التي يبدو أنها تبحث عن مقر خارجي آمن، والآن ربما تبحث عن طرف ضامن لمخرج آمن.

لعبت «حماس» كل الأوراق التي في يدها متناسية ومتجاهلة لموازين القوى، ونسيت أن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما هو قبله. ولم تقرأ «حماس» الخذلان الإيراني لها جيداً. كما لم تقرأ المزاج الدولي.

ولم تقرأ «حماس» المزاج الإسرائيلي بشكل جاد ودقيق، وخدعت بمقولة صحيحة، لكن منقوصة وهي مقولة «الحومة الإسرائيلية المتطرفة»، بينما الحقائق تقول إن المجتمع الإسرائيلي ككل ليس ضد الحرب، ومهما أراد استعادة الأسرى، وإنما هو بمزاج حرب.

وعليه فإن خيارات «حماس» الآن صعبة ومحدودة، وقد يكون خيارها الوحيد الآن هو الخروج الآمن لما تبقى من قادتها، ومقاتليها من غزة، ولسببين، الأول أن «حماس» سلمت نفسها لنتنياهو، ومنذ السابع من أكتوبر، الذي يريد البقاء.

والسبب الثاني أن «حماس» نسيت مطولاً حكمةَ المثل القائل إذا كنت في حفرة فإنَّ عليك التوقف عن الحفر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفح آخر أوراق «حماس» رفح آخر أوراق «حماس»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon