توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جاهزون... ولكن!

  مصر اليوم -

جاهزون ولكن

بقلم - طارق الحميد

 

هناك مطالبات في الصحافة الغربية بضرورة وجود خطة سلام واضحة لحل الدولتين الآن، وليس بعد انتهاء الحرب على غزة، ولا أعتقد أن هذا الطرح مجرد اجتهاد بقدر ما أنه نوع من التسريبات.

وهذا أمر جيد، في حال كانت تسريبات، والمطلوب ألا تكون تسريبات للتطمين أو التخدير، بل من أجل تهيئة المعنيين بضرورة الشروع بعملية السلام، والانتهاء بحل الدولتين، وإلا فإن حرب غزة ستكون جريمة متكررة.

أبرز المقالات التي كُتبت عن ذلك مقال توماس فريدمان بصحيفة «النيويورك تايمز» يطالب فيه الرئيس بايدن بضرورة تقديم خطة للسلام الآن وتنتهي بحل الدولتين. فهل هذا ممكن؟ هل الغرب والفلسطينيون والعرب جاهزون لذلك؟

أعتقد أن العرب جاهزون، ولكن. وسأشرح لماذا العرب جاهزون. فمن يتأمل البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض، وبحضور حتى الإيرانيين، يجد أنها نصت على عدة نقاط مهمة، وتؤكد أن البيان صيغ بدهاء.

أولاً: يتضمن البيان الختامي «التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية». وهذا يعني التأكيد على مركزية القرار الفلسطيني.

النقطة الثانية: «إعادة التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي - الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة»، وكذلك «التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية... بكافة عناصرها وأولوياتها».

وهذا يعني أن لدى الفلسطينيين مرجعية عربية للإقدام على عملية سلام الآن، بل إن البيان الختامي تضمن «التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورياً لإطلاق عملية سلمية جادة وحقيقية لفرض السلام على أساس حل الدولتين».

وكذلك «الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، في أقرب وقت ممكن، تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، ضمن إطار زمني محدد وبضمانات دولية...».

حسناً، ما سبق أعلاه يظهر جدية ورغبة العرب، وتحديداً قوى الاعتدال، بضرورة إطلاق عملية سلام الآن، وليس «اليوم التالي». ماذا عن «ولكن»؟ الأكيد أن هناك عقبات، مثلاً: هل تستطيع السلطة الفلسطينية استيعاب المشهد، وضرورة الإصلاح؟ هل تستطيع السلطة أن تقوم بتجديد صفوفها، وفق آلية تحظى باحترام وتقدير عربي ودولي، وقبل كل ذلك، والأهم، أن يشعر الفلسطينيون بأن لديهم سلطة جادة، وتعي خطورة ما يحدث، وأنه قد تكون هناك فرصة حقيقية لولادة الدولة الفلسطينية المرجوة؟

هذا أمر لن يتحقق بوعود وتسويف، فلا أحد عربياً يرغب في المراهنة والمغامرة، الآن. والظروف دقيقة وخطرة حتى دولياً؛ لكوننا مقبلين على انتخابات رئاسية أميركية، وقبلها وبعدها مشروع تخريبي إيراني لا يرغب في رؤية السلام بالمنطقة.

ودولياً، هل لدى واشنطن والعواصم الغربية، الجدية الآن للالتزام بعملية سلام وفق إطار زمني ينتج عنها حل الدولتين؛ خطة تحاصر جنون نتنياهو؟ لذلك أقول «جاهزون»؛ أي الجميع، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهي تفاصيل مهمة وخطرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاهزون ولكن جاهزون ولكن



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon