توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حماس» 67

  مصر اليوم -

«حماس» 67

بقلم- طارق الحميد

لكلّ سياسيٍّ الحق في المناورة، والسياسة هي فن الممكن، لكن وفق استراتيجية محددة، ومهما كان عنصر المفاجأة في التحرك فلا بد أن يخدم هدفاً أكبر يتفق معه كل واعٍ، وليس تقلبات ينتج عنها دمٌ ودمارٌ.

وهذا ما فعلته وتفعله «حماس» الآن، حيث التقلبات بتصريحاتها المتناقضة حيال حل الدولتين، والقبول بحدود 1967، ورغبتها في الانضواء تحت مظلة السلطة الفلسطينية. فعلت ذلك «حماس»، ومنذ السابع من أكتوبر، ثم عادت لتنفي أكثر من مرة.

أوائل الحرب في غزة قال إسماعيل هنية إنه مستعدٌ للجلوس على طاولة المفاوضات، والبحث في حل الدولتين، ثم «بردت» الحركة تلك التصريحات، وكأنها لم تكن، بل وشنت حملة تخوين على كل من علق على تصريحات هنية.

ثم خرج موسى أبو مرزوق في مقابلة مع «المونتور» قائلاً إن الحركة «تسعى إلى أن تكون جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية، وإنها سوف تحترم التزامات المنظمة»، وموحياً بأن «حماس» قد تعترف بإسرائيل.

ثم عاد أبو مرزوق قائلاً عبر «إكس» إن «هناك إساءة فهم» لتصريحاته، ومؤكداً أن «حماس» لا تعترف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي، و«لا تقبل بالتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني، ونؤكد بأنَّ المقاومة مستمرة حتى التحرير والعودة».

والأسبوع الماضي فقط خرج قيادي «حماس» خليل الحية بمقابلة مع وكالة «الأسوشييتد برس» الأميركية قائلاً من إسطنبول: «إن (حماس) تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة فصيل (فتح) المنافس، لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية»، ومضيفاً أن «حماس» ستقبل «دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية، على طول حدود إسرائيل قبل عام 1967». وقال «إذا حدث ذلك، فإن الجناح العسكري للمجموعة سيحل».

وهذا يعني بالطبع اعترافاً بإسرائيل، وإلى الآن لم يصدر نفي من «حماس»، أو تبرير، ولا أعتقد أن لذلك قيمةً كون المقابلة بثت صوتاً وصورةً، ولم يعد لنفي «حماس» أي قيمة سوى عند المريدين والأتباع آيدلوجياً، وليس لهؤلاء قيمة بالمعادلة على الأرض.

وعليه فإن تناقضات «حماس» هذه باتت سمةً، ولو أنها سافرت للصين لحوار مع «فتح»، أو السلطة، وهو اللقاء التاسع عشر حتى الآن، وعقد قبله ما هو أهم في مكة المكرمة، لكن «حماس» انقلبت بعد ذلك بغزة، وألقت برجال السلطة من المباني، وباقي القصة معروف.

وقد يقول البعض إن ياسر عرفات فعل ذلك من قبل، أي التناقضات، والتصريحات وعكسها، وهذا صحيح وكلنا يعرف النتيجة، ومآلات الأحداث، والسؤال الآن هو هل نريد تجريب المجرب، أو تكرار ضياع الفرص؟

الوضع اليوم خطرٌ، حيث تغيرت الخرائط، ودمرت غزة، وقتل وشرد أهلها، وها هي «حماس» تحاول الآن الحفاظ على ما تبقى من سلطتها، وحماية من تبقى من قادتها، سواء داخلياً أو خارجياً، وليس القضية الفلسطينية.

ولذا فإنَّ اللعب على قبول الدولة الفلسطينية الآن، والانضواء تحت مظلة السلطة، لن يمنح «حماس» مساحةً للتحرك بقدر ما أنه يؤكد أنها حركة غير جادة، ويضعف موقفها التفاوضي، ومهما قيل ويقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» 67 «حماس» 67



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon