توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة... طوابير وطوابير

  مصر اليوم -

غزة طوابير وطوابير

بقلم - طارق الحميد

على أثر الهدنة في غزة اعتلى الصراخ، وهو من نوعين: صراخ من معاناة، وآخر للتضليل. صراخ يعبّر عنه أهل غزة بالصورة والصوت، أطفالاً ونساءً ورجالاً. وصراخ يحاول تشتيت الصورة والحقائق، ويعبر عنه من أسمّيهم «مجاهدي الكيبورد» على وسائل التواصل.

فبينما يقضي أهل غزة -كما ذكرت صحيفتنا في تقرير لها بالأمس- 7 ساعات من أجل الحصول على الغاز المنزلي، يقضي «مجاهدو الكيبورد» والجيوش الإلكترونية 24 ساعة في بث المعلومات المضللة، والترويج للنصر المزعوم.

وبينما يصطف الشاب أيمن حمدان من سكان خان يونس، منتظراً نحو 10 ساعات كاملة للحصول على 30 لتراً من الوقود لمركبته المتوقفة -كما ينقل التقرير- يصطف المضللون طوال اليوم خلف أجهزتهم لبث التضليل بمنطقتنا.

هذا هو المشهد بأيام الهدنة التي يدعو أهل غزة بأن تطول، وشاهدناهم على قنوات الأخبار الحقيقية، وليست المضللة، وهم يبتهلون إلى الله من أجل أن تصبح الهدنة أبدية، وليست مجرد أيام أو سنين.

فلا أحد من أهل غزة يريد أن تتحول حياته إلى جحيم، وكما قال الشاب أيمن حمدان لصحيفتنا بأن الحياة في غزة باتت «طوابير وراء طوابير». وهنا قد يقول قائل: هل القصة هي بما يردده «مجاهدو الكيبورد» من «الإخوان المسلمين»، أو من غيرهم من الميليشيات؟

لا، القصة أكبر. وهي أن هناك من يتاجر بمعاناة الناس مرتين: مرة في حياتهم، وأخرى في مماتهم، ويريد الآن تضليل الرأي العام العربي وتهييجه، لضمان سيولة الاحتقان والنقمة والغضب من دون هدف، أو مشروع.

يريدون تضليل الرأي العام العربي لكيلا يدين مغامراتهم التي دمرت غزة، وتُعرض لبنان كذلك للتدمير، وما تبقى من سوريا، والعراق، واليمن. يستخدمون الآيات القرآنية الكريمة، والشتائم بالوقت نفسه، في حالة تردٍّ صارخة.

يفعلون كل ذلك لكيلا يستمع الرأي العام العربي إلى صرخات الألم والمعاناة في غزة، ومن أجل ألا يُطرح السؤال الأهم، وهو: لماذا هذه المغامرات؟ لماذا تجريب المجرب، وهذه الحرب الخامسة أو أكثر بغزة؟ ولماذا لم يخض «حزب الله» المعنيّ بأمن إيران الحرب؟

ويفعلون ذلك لكيلا يتنبه الرأي العام للجهود العربية والإسلامية التي تجوب العالم لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية، والحشد من أجل الشروع في عملية السلام، وحل الدولتين، ووضع حد لهذا الجرائم التي تقع بحق الفلسطينيين.

يقوم متاجرو المغامرة بهذا التضليل، ومعهم «مجاهدو الكيبورد» خشية ألا تحكم «حماس» غزة بعد الآن، وليس من أجل حقن الدماء الغزاوية، فكل هدفهم هو التشويش على صراخ المعاناة.

يفعلون ذلك عبر التخوين والاغتيال المعنوي، وبكل الأدوات، سواء الخطاب الديني، أو اللغة البذيئة، وهم أنفسهم الذين ضللوا المنطقة بكل الأزمات، من «القاعدة»، و«داعش»، وحتى عندما خاطب محمد مرسي الرئيس الإسرائيلي بخطاب: «عزيزي وصديقي العظيم».

هذه لعبتهم، وهذا ديدنهم، ولذا لا بد من وقفة إعلامية صارمة تجاههم لا تسمح لهم بالتضليل، أو التغطية على صرخة معاناة أهل غزة؛ وقفة تذكر بمواقفهم السابقة، وأهدافهم الواضحة، وهي تدمير دولنـــــــــــا من أجـــــــــــل حلمهم البـــائس بالوصول للسلطـــــــة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة طوابير وطوابير غزة طوابير وطوابير



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon