توقيت القاهرة المحلي 15:02:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والغرب... والمفاوضات المفتوحة

  مصر اليوم -

إيران والغرب والمفاوضات المفتوحة

بقلم - طارق الحميد

منذ بدء مفاوضات الملف النووي الإيراني ونحن نسمع تصريحات أميركية غربية تحذر من نفاد الوقت، إلا أن تلك المفاوضات أتمت عاماً كاملاً من دون توقيع الاتفاق النهائي، بل واقتربت بعض بنود اتفاق 2015 من نهايتها دون تمديد أو تجديد.
الإدارة الأميركية تعاملت مع الملف النووي فور وصول الرئيس بايدن للبيت الأبيض لإظهار أنها عكس كل ما كانت تمثله إدارة الرئيس السابق ترمب الذي انسحب من اتفاق 2015 النووي، لكن العودة للاتفاق لم تكن بالسهولة التي تخيلتها إدارة بايدن.
وحتى كتابة هذا المقال والمصادر الأميركية والغربية تتحدث عن إمكانية حدوث الاتفاق النووي، لكن من دون تحديد سقف زمني. وكل ما نعرفه أن الطلب الإيراني برفع «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب هو العائق لتحقيق الاتفاق.
ورفع «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب أمر يواجه معارضة داخلية أميركية، من الديمقراطيين والجمهوريين، وشاهدنا جلسات استماع قاسية للمسؤولين الأميركيين حيال الملف الإيراني.
كما قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: «إن (فيلق القدس) التابع لـ (الحرس الثوري) الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من القائمة».
وهناك معارضة شديدة من الدول المحورية في منطقتنا، ورغم محاولة الأوروبيين لإيجاد مخرج لذلك من باب الحديث عن جناح عسكري وآخر سياسي لـ«الحرس الثوري»، وعلى غرار ما فعلته بعض الدول الأوروبية، سابقاً، تجاه «حماس» و«حزب الله».
ورغم كل ذلك فإن الإدارة الأميركية في حالة تردد حقيقة خشية تداعيات رفع «الحرس الثوري» من قوائم الإرهاب على نتائج الانتخابات النصفية القادمة، وهناك تسريبات إعلامية بأن إدارة بايدن لن ترفع «الحرس الثوري» من القائمة.
والطريف أن الولايات المتحدة ترغب في الحصول على تعهد إيراني بعدم القيام بعمليات انتقامية لاغتيال قاسم سليماني، وهو ما ترفضه إيران، بينما يهدد زعيم «حزب الله» الإرهابي باستهداف إسرائيل مباشرة انتقاماً لاستهداف إسرائيل لإيران في سوريا، وغيرها.
وبالتالي فمن الواضح أن إيران تقرأ التردد الأميركي والتساهل الأوروبي حيال الملف النووي بطريقة جيدة، خصوصاً أن مصدراً مطلعاً يقول لي إن الأوروبيين يقولون «إنه لا فائدة من تحديد سقف زمني للاتفاق النووي».
وهو ما يظهر الضعف الأوروبي حيال الملف الإيراني، حيث تأمل أوروبا في الحصول على حصة من الكعكة بعد رفع العقوبات عن إيران مستقبلاً، وبالتأكيد طهران تقرأ ذلك جيداً، وخصوصاً مع التداعيات الاقتصادية للحرب بأوكرانيا على أوروبا.
وعليه، وحتى كتابة هذا المقال، لا شيء واضح حيال الملف النووي الإيراني، ويقول لي مصدر مطلع على سير المفاوضات إن القصة ليست فقط في عدم وضوح مجريات المفاوضات للآن، بل إنها أعقد من ذلك؛ إذ يقول لي المصدر: «لا طرف من أطراف المفاوضات مستعد للتصريح بانهيار المفاوضات لأنه سيتحمل تبعات الإعلان عن ذلك». والخطورة بكل ذلك تكمن في عدم الوضوح حيال ملف من شأنه أن ينقلنا إلى مرحلة غير محسوبة العواقب في منطقتنا، سواء تم الاتفاق أم لا.
* كل عام وأنتم بخير، ومن العايدين الفائزين. يتوقف المقال لإجازة عيد الفطر المبارك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والغرب والمفاوضات المفتوحة إيران والغرب والمفاوضات المفتوحة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon