توقيت القاهرة المحلي 04:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا أصبحت ورطة

  مصر اليوم -

روسيا أصبحت ورطة

بقلم - طارق الحميد

الواضح الآن بعد التمرد المسلح الذي قام به يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة «فاغنر»، ضد وزارة الدافع الروسية والمؤسسة العسكرية هناك، ومحاولة دخول موسكو بالقوة، هو أن روسيا أصبحت ورطة لأعدائها وحلفائها على حد سواء.

ما فعله يفغيني بريغوجين، قائد ميليشيا «فاغنر»، أظهر أن الرئيس بوتين لا يقف على أرضية صلبة، من حيث الجبهة الداخلية الروسية، وإلا فكيف يقود يفغيني بريغوجين تمرداً منظماً ومخططاً له من دون علم الاستخبارات الروسية؟

وكيف استطاع قائد «فاغنر» توجيه مقاتليه للوصول إلى مسافة 120 ميلاً من العاصمة موسكو من دون مقاومة عسكرية حقيقية من القوات النظامية الروسية، وقبلها دخول مقر قيادة الجيش الروسي في روستوف.

وكيف اضطر الرئيس بوتين للاستعانة برئيس روسيا البيضاء للتوسط مع قائد «فاغنر» لإيقاف زحف قواته العسكرية نحو العاصمة لإسقاط القيادة العسكرية هناك، وبعد أن توعد بوتين نفسه بالرد القاسي؟

كيف استعان بوتين برئيس روسيا البيضاء باليوم نفسه الذي قال فيه تلفزيونياً إنه سيكون هناك «رد صارم وقاسٍ» على من «نظموا التمرد المسلح، ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال وخانوا روسيا». ووصفه لما حدث بأنه «خيانة» و«غدر»؟

كل ذلك يقول لنا إن روسيا الآن ليست في ورطة، بل هي نفسها باتت ورطة لحلفائها وخصومها. اليوم يخفت صوت المطالبين بوقف الحرب في أوكرانيا، ولو من باب الوساطة، في أوروبا والولايات المتحدة، لأن ملامح الانكسار الروسي الداخلي واضحة.

اليوم سيعلو صوت المطالبين بضرورة الاستمرار في دعم القوات الأوكرانية لأن نتائج الحرب الخاطئة بدأت تتضح في الداخل الروسي، في المؤسسة العسكرية وبين النخب، وداخل صفوف الميليشيا التي صيرها الرئيس بوتين موازية للمؤسسة العسكرية.

وفي هذا درس للدول، حيث لا يمكن أن تركن الدولة، أياً كانت، إلى قوات مرتزقة أو ميليشيا من خريجي السجون للدفاع عن تلك الدولة، وبدلاً من القوات النظامية، وحتى لدولة نووية مثل روسيا.

واليوم يجد أعداء بوتين، الولايات المتحدة وأوروبا، وبالطبع الناتو، أنفسهم بورطة التعامل مع بوتين الذي اهتزت أرض القيادة من تحته خشية حدوث فوضى حقيقية في روسيا، ما قد يؤدي إلى وقوع الأسلحة النووية بأيدي عصابات، أو رجل متهور، ما يعرض العالم بأسره للخطر.

وبالنسبة إلى حلفاء موسكو بطهران ودمشق فإنهم في ورطة أيضاً، ومثلهم من يستعينون بـ«فاغنر» بالسودان وغيره، وورطتهم هي بكيفية الاعتماد على التحالف مع بوتين الذي اختفى يوم محاولة الزحف على موسكو، وبعد خطابه المتلفز، ومن يعلم أي مستقبل ينتظر روسيا بوتين!

الأكيد اليوم أن الرئيس بوتين يخوض معارك غير اعتيادية على جبهات عدة، ولا خيار سهل فيها، حيث الحرب في أوكرانيا، والحرب مع الأوربيين والأميركيين، وكذلك معركة توحيد الصف الداخلي، واستعادة صورته القوية التي تلاشت.وكل ذلك يعد ورطة لحلفاء بوتين ولأعدائه أيضا. حلفاؤه يشككون باستمرار بوتين القوي، وخصومه يخشون من بوتين الضعيف، ما قد يؤدي إلى كارثة نووية، أو عنف روسي غير محسوب العواقب بأوكرانيا.

لذلك أصبحت روسيا ورطة للجميع، وعلى حد سواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا أصبحت ورطة روسيا أصبحت ورطة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon