توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرب الحوثي ضربة للمصداقية

  مصر اليوم -

ضرب الحوثي ضربة للمصداقية

بقلم- طارق الحميد

الضربات الأميركية - البريطانية للحوثيين بسبب تعطيل الملاحة البحرية أمر متوقع، وحتمي، ليس الآن، وإنما منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وإصرارهم على التصرف بوصفهم ميليشيا، وليس بوصفهم حزباً شريكاً في السلطة كباقي الأحزاب اليمنية.

أمر متوقع وحتمي لأن الولايات المتحدة وبريطانيا، ومعهما دول أوروبية أخرى، لم تتعامل مع الحوثيين وما فعلوه باليمن بجدية كافية منذ البداية، ولو تصرفت واشنطن وحلفاؤها بالعواصم الأوروبية بجدية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.

تعاملت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بانتهازية كاملة مع الحوثيين، وعدّوها مشكلة يمنية داخلية، بل وزايدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية على دول المنطقة، وتحديداً السعودية والإمارات.

وروجت واشنطن وحلفاؤها أكاذيب لها أول وليس لها آخر حول حقوق الإنسان، وساندتها في ذلك بعض المنظمات الدولية، وبتسطيح وتبسيط عجيبين، حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة مكافحة واشنطن وحلفائها الحوثي الذي رفعته إدارة بايدن من قائمة الإرهاب.

والأمر لا يقف عند الإدارة الأميركية وحدها، بل روج الإعلام الأميركي أكاذيب عن دول المنطقة، وتحديداً السعودية، بحجة حقوق الإنسان، وإلى درجة نشر مقال لمحمد علي الحوثي في صحيفة «الواشنطن بوست» عام 2018 بعنوان جاء فيه: «نحن نريد السلام».

اليوم، وبعد كل ما سبق تعود واشنطن وحلفاؤها للحديث عن دعم إيراني للحوثي، بعد تجاهل مطول، وتقوم بتنفيذ ضربات جوية ضدهم، وتقول واشنطن إن هذه الضربات مستمرة إذا استمر الخطر الحوثي على الملاحة البحرية.

وليس مهماً اليوم إذا ما كانت هذه الضربات مؤثرة على الحوثيين من عدمه، فهذه ليست فكرة النقاش هنا، بل الأهم أن هذه الضربات تمثل ضربة للمصداقية الأميركية والأوروبية في التعامل مع منطقتنا، وخصوصاً بطريقة التعامل مع الميليشيات التي تسببت في تدمير عدة دول عربية.

والسؤال هنا لواشنطن والغرب عموماً، هو: هل العلاقة بالمنطقة استراتيجية أو تكتيكية؟ لأن خطر الميلشيات حقيقي، واستخدام الميليشيات من قبل طهران ليس بالتكتيك، وإنما هو استراتيجية إيرانية حقيقية.

وعليه؛ فلا بد أن يكون موقف الولايات المتحدة، والأوروبيين، من الميليشيات موقفاً استراتيجياً، وليس ورقة مناكفة وابتزاز للمنطقة تستخدم تارة باسم حقوق الأقليات، وتارة أخرى باسم حقوق الإنسان التي لم نر لها أثراً يذكر في الحرب الإسرائيلية على غزة.

والقصة هنا ليست في الحوثي وحده، الذي يفترض أنه يقترب من توقيع سلام ينهي الصراع في اليمن، بل القصة قصة كل الميليشيات من العراق إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن، وكذلك غزة، وجميعهم ميليشيات إما إيرانية، أو ممولة من طهران. مصداقية الولايات المتحدة وأوروبا اليوم في مهب الريح، ويكفي تأمل ما ينشر في وسائل إعلام المنطقة، أو ما يطرح بوسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة كيف ضُربت مصداقية واشنطن وحلفائها بالغرب، دون تعاطف بالطبع مع الحوثيين، ومن هم على شاكلتهم.

خلاصة القول أن على واشنطن وحلفائها بالعواصم الأوروبية الآن الإفصاح عن موقفها بعد ضرب الحوثي، هل الضربة موقف استراتيجي جديد، وضد كل الميليشيات، أو أنها فقط ردة فعل، دون تصور كامل لما بعد الضربة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرب الحوثي ضربة للمصداقية ضرب الحوثي ضربة للمصداقية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon