توقيت القاهرة المحلي 17:14:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النجاة المؤقتة

  مصر اليوم -

النجاة المؤقتة

بقلم- طارق الحميد

نجت المنطقة من كارثة حقيقية، ولكن بشكل مؤقت، عندما اكتفت كل من باكستان وإيران بضربات متبادلة على حدود البلدين، وذلك بعد الاعتداء غير المسبوق الذي قامت به طهران على الحدود الباكستانية.

الاعتداء الإيراني على الأراضي الباكستانية كاد يؤدي إلى كارثة حقيقية كون باكستان دولة نووية، وبعدد سكان 250 مليوناً، وصاحبة جيش قوي. ومن شأن أي مواجهة عسكرية بين إيران وباكستان أن تفجّر حرباً طائفية غير مسبوقة.

ووقوع حرب من هذا النوع، لا قدر الله، من شأنه أن يؤدي أيضاً إلى عودة كل التنظيمات الإرهابية، وتدشين عالم الميليشيات بكل المنطقة، وبشكل غير مسبوق، ومن شأنه أيضاً تعطيل كل حركة إصلاحية بالمنطقة.

حسناً، كيف نقرأ الاعتداء الإيراني غير المسبوق، والذي أدى إلى رد باكستاني مباشر وسريع هو الأول من نوعه على الأراضي الإيرانية من قبل دولة بالمنطقة، ومنذ حرب الثمانية أعوام الإيرانية - العراقية، عام 1980؟

ما فعلته طهران من استهداف للأراضي الباكستانية يقول لنا إن لا خطوط حمراء بالمنطقة لدى إيران. كما يقول لنا إن النظام الإيراني، وكلما شعر بالخطر، أو الحصار، فإنه لا يتوانى عن القفز للمجهول كونه نظاماً يعيش على حافة الهاوية.

وهذا ليس كلاماً مرسلاً، حيث نقلت وكالة «رويترز» عن 3 مسؤولين إيرانيين أن الضربة الإيرانية على باكستان كانت مدفوعة بجهود طهران لتعزيز أمنها الداخلي بدلاً من طموحاتها للشرق الأوسط.

وجاء ذلك بعد التفجيرات الأخيرة في كرمان، جنوب شرقي إيران، وذهب ضحيتها قرابة المائة قتيل، وهو ما أظهر أن الأوضاع الأمنية بإيران هشّة، خصوصاً بعد الاختراقات الأمنية المتوالية للداخل الإيراني من قبل الإسرائيليين.

وتُضاف إلى كل ذلك الضربات التي تتلقاها ميليشيات طهران مؤخراً في العراق واليمن وسوريا من قبل الأميركيين. وكذلك الضربات التي تتلقاها إيران و«حزب الله» بسوريا من قبل الإسرائيليين، مثل مقتل قائد «فيلق القدس»، ومدير مخابرات الفيلق الذي قُتل أمس بسوريا.

كل ذلك دفع الإيرانيين للإقدام على تنفيذ ضربات من شأنها حفظ ماء الوجه، سواء في العراق أو سوريا، لكن اللافت هو مغامرة استهداف الأراضي الباكستانية، وهو ما جوبه برد باكستاني سريع، وذي رسالة واضحة مفادها بأن باكستان خط أحمر، وخارج نطاق المغامرة الإيرانية.

فعلت طهران ما فعلته الآن، وما دأبت على فعله، وهي لم تصبح بعد دولة نووية، مما يستوجب طرح السؤال الملح وهو: كيف ستكون إذاً إيران النووية؟ ما حدود مغامرة طهران بالمنطقة، أو على كل الحدود الإيرانية؟

كل الأحداث بتاريخ إيران الثورة الخمينية، وحتى الآن، يقول إنه من الصعب التنبؤ بسلوك النظام الذي لا يتوانى عن التصعيد، ولو كلف نتائج وخيمة. صحيح أن إيران دائماً ما تقف عند حد الهاوية، لكن الأمر غير مضمون دائماً.

وعليه، فإن انحسار الأزمة الإيرانية - الباكستانية بمثابة النجاة المؤقتة؛ لأن لا شيء مضموناً مع هذا النهج الإيراني المعني دوماً بالهروب للأمام، وهذه الأزمة بحد ذاتها ناقوس خطر يذكّر بخطورة المشروع الإيراني ليس على المنطقة وحسب، بل وحتى على الداخل الإيراني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجاة المؤقتة النجاة المؤقتة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon