توقيت القاهرة المحلي 18:00:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو ونصر الله و«حافة الهاوية»

  مصر اليوم -

نتنياهو ونصر الله و«حافة الهاوية»

بقلم- طارق الحميد

قتلت إسرائيل، منذ اندلاع حربها على غزة، قرابة 139 عنصراً من عناصر «حزب الله» في لبنان، والاستهداف الإسرائيلي لعناصر الحزب ليس بالأمر الجديد، وإنما كان يحدث بشكل معتاد بالأراضي السورية.

الآن الوضع يتغير، وخصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث باتت إسرائيل تستهدف قيادات الحزب بشكل تصاعدي ولافت من حيث نوعية عمليات الاغتيال، والشخصيات المختارة مثل قائد «لواء الرضوان».

ومن اللافت أيضاً مواقع الاغتيال، وكان أبرزها اغتيال قيادي «حماس» صالح العاروري الذي قتل وسط الضاحية الجنوبية، بعملية تشي باختراق إسرائيلي لـ«حزب الله»، ومواقعه، وأكاد أجزم أن قيادات الحزب، وعلى رأسهم حسن نصر الله، قد سمعوا صوت تلك التفجيرات.

ويتزامن التصاعد الإسرائيلي باغتيالات عناصر الحزب مع تصريحات إسرائيلية بتغيير قواعد الحرب في غزة، وانتقالها الى مرحلة أخرى، ومنها الاغتيالات، ويبدو أن هذا الأمر ليس حصراً على غزة، واستهداف «حماس»، بل بالتعامل الإسرائيلي مع «حزب الله».

وكل ما سبق يحتم طرح مجموعة أسئلة. منها؛ هل تعتمد إسرائيل أسلوب الاغتيالات من أجل تفادي حرب قادمة مع الحزب، أم إنه تمهيد لحرب جديدة؟ وكم سيتحمل الحزب من ضربات، وتصفية لقياداته، ناهيك عن الحرج بسبب حجم الاختراق الإسرائيلي للحزب؟

وهذا الاختراق حقيقي ولافت حيث اختراق مواقع الحزب الأكثر حساسية، مثل الضاحية الجنوبية ببيروت، واختراق منظومة الحزب الأمنية من خلال معرفة قياداته ومسؤولياتهم، وتحركاتهم بدقة، وهو ما لم يحدث لـ«حماس»، أو «القسام» في غزة، حتى الآن.

وعليه، ما هي درجة تحمل «حزب الله»، خصوصاً أن حسن نصر الله لا يزال يردد عبارته الشهيرة، ومع كل عملية اغتيال، بأن ذلك «لن يمر دون عقاب»، والاحتفاظ بحق الرد، وقبله قال وزير الخارجية الإيراني، قبل 3 أشهر، إن «أصابع المقاومة على الزناد»؟

حسن نصر الله يقول إن ما يفعله حزبه هو رفع الضغط عن غزة، بينما ما نراه من اغتيالات بحق الحزب في لبنان يمثل عملية رفع ضغط عن نتنياهو، الذي يحاول إطالة أمد حياته السياسية، وليس لدى نتنياهو خطة أو مشروع لتحقيق ذلك إلا بإطالة أمد الحرب وتوسيعها.

ولذا، فنحن الآن أمام لعبة «حافة الهاوية»، وتحديداً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحسن نصر الله، وحساباتهما مختلفة تماماً، أحدهما عن الآخر، وكذلك دوافعهما السياسية، والمستقبلية.

نتنياهو يريد إطالة أمد حياته السياسية، وحسن نصر الله يتلقى الصفعات دون حاضنة حقيقية، بل في معسكر مخترق بشكل مذهل، ومعركته الحقيقية هي حماية مصالح إيران الاستراتيجية في الإقليم، وليس حماية مصالح لبنان المترنح سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

ومن هنا، فإن الخطر الحقيقي الآن بلعبة «حافة الهاوية» هذه هي أن احتمال وقوع الحرب بشكل موسع ضد لبنان قائم ومتوقع، لكن لا أحد يعرف كيف ستنتهي، وما تكلفتها الحقيقية على مستوى المنطقة، أما بالنسبة لنتنياهو ونصر الله فإن التكلفة تعني نهاية حقبة من الشر، وربما انطلاق ما هو أسوأ منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو ونصر الله و«حافة الهاوية» نتنياهو ونصر الله و«حافة الهاوية»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon