توقيت القاهرة المحلي 12:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المائدة الإيرانية

  مصر اليوم -

المائدة الإيرانية

بقلم: طارق الحميد

ما زالت التصريحات متفاوتة حول اجتماع ممثلي أطراف الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران لعام 2015 في فيينا، حيث التأكيد الإيراني على عدم قبول أي نقاش خارج الملف النووي، وتأكيد أميركي على ضرورة مناقشة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وعليه، ماذا علينا أن نصدق؟ المراقب لسير المفاوضات هذه يشعر وكأن طاولة اجتماعات فيينا للتفاوض باتت مائدة إيرانية، وليس طاولة مفاوضات دولية لـ«خمسة + واحد».
والخلل الأول في هذه المفاوضات هو ترويج فكرة أنها «محادثات إعادة الامتثال المتبادل بين طهران وواشنطن»، وذاك يعني رفع العقوبات الأميركية التي وضعها الرئيس السابق ترمب، وبالتالي امتثال إيران.
أي وبلغة بسيطة العودة للاتفاق النووي الخاص بعام 2015، الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وكما هو، من دون تعديل، أو إعادة كاملة للاتفاق تشمل مخاوف المنطقة الجوهرية.
ومخاوف المنطقة هي أسلحة إيران المنتشرة بأيدي ميليشيات، والصواريخ الباليستية، وغيرها من الأسلحة، والتدخل الإيراني المدمر في العالم العربي والمنطقة، وهو ما يقلق دول الخليج، والعراق كدولة، وكذلك إسرائيل.
ما تريده إيران هو رفع العقوبات الأميركية أولاً، ثم العودة للمائدة الإيرانية، كون إيران هي من يحدد ما يوضع عليها، خصوصاً بعد تهديد طهران بالانسحاب في حال اشتملت المفاوضات على ما هو أبعد من اتفاق 2015.
ولا يهم ما يقوله المفاوضون الإيرانيون، أو ما يقوله وزير خارجية طهران، وإنما ما يقوله المرشد الإيراني الذي أعلن مؤخراً أن التحقق من رفع العقوبات الأميركية «يعني أن إيران يجب أن تكون قادرة على بيع نفطها، بسهولة وبطريقة رسمية، وفي ظروف عادية، والحصول على مواردها».
وهو ما أكده مسؤول إيراني رفيع لاحقاً، حيث قال إن «إيران لا تقبل ولا تعترف بالمفاوضات القائمة على تقسيم العقوبات»، لافتاً إلى أن «شرط إيران للعودة إلى التزاماتها النووية هو الرفع الدائم لجميع العقوبات بأكملها»، مضيفاً: «لن يكون استئناف طهران لالتزاماتها ممكناً إلا بعد التحقق المعقول من رفع العقوبات»، ومشدداً على أن بلاده «ستحتاج إلى وقت كافٍ للتحقق من إنهاء العقوبات، وأنه لا يمكن القيام بذلك في غضون وقت قصير».
يحدث كل ذلك بينما تنقل وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين غربيين أنهم سيعرفون في غضون أسابيع ما إذا كانت جولات المحادثات ستثمر نتيجة قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم 18 يونيو (حزيران) المقبل.
مما يعني أن إيران تحدد تماماً ما تريده، وما تشترطه، والوقت، بينما كل ما يريده الغرب هو إنجاز اتفاق، وبأسرع وقت ممكن، وقبل الانتخابات الإيرانية، وفي غضون أول مائة يوم للإدارة الأميركية!
ولذا فنحن لسنا أمام طاولة مفاوضات، بل مائدة إيرانية تحدد طهران ما يطرح عليها، وما يناقش فيها، ولهذا السبب تتزايد التصريحات الإسرائيلية المهددة بأن اتفاقاً مثل هذا لا يعنيها.
ولذلك تواصل إسرائيل استهداف إيران في سوريا، ومن دون توقف، ونحن أمام حرب سفن في المنطقة بين إيران وإسرائيل، وتوجس خليجي حقيقي جراء المفاوضات في فيينا، وهذا القلق مبرر كوننا أمام المائدة الإيرانية وليس طاولة مفاوضات في فيينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المائدة الإيرانية المائدة الإيرانية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon