توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا هي معركة لبنان

  مصر اليوم -

سوريا هي معركة لبنان

بقلم- طارق الحميد

ما تقوم به إسرائيل من تصعيد في الأراضي السورية ليس استمراراً لعملياتها التي لم تتوقَّف هناك، بل هو استعداد إسرائيلي لشنّ حرب جديدة على لبنان، قد تكون أثناء حربها على غزة، أو بعدها مباشرة.

مسمى القائد بالحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، الذي اغتالته إسرائيل مؤخراً بسوريا هو عنوان القصة بكل وضوح، حيث يقول الإيرانيون إنه مسؤول الإمدادات في «الحرس الثوري».

وعملية استهداف موسوي هذه من قبل إسرائيل، وهو الذي له أدوار كبرى بسوريا، هي في الأساس من أجل قطع خطوط الإمداد الإيرانية من طهران إلى لبنان، وبالتالي «حزب الله»، وقبلها باقي الميليشيات الموجودة بدمشق، وحولها.

ورغم المناوشات الجارية على الحدود الجنوبية اللبنانية بين «حزب الله» والإسرائيليين، فإن الواضح أن إسرائيل تهدف الآن لإضعاف خطوط الإمداد الإيرانية تحسباً لأي حرب قد تشنها إسرائيل على لبنان.

والذرائع جاهزة بالنسبة للإسرائيليين الذين يطالبون بضرورة ابتعاد ميليشيات «حزب الله» عن الحدود الإسرائيلية، وفقاً لقرار 1701 سواء بالمفاوضات أو بالحرب، حسب التصريحات الإسرائيلية.

والحقيقة أن الدوافع الإسرائيلية واضحة وبسيطة للفهم، فكلما طال أمد الحروب، سواء في غزة، أو اندلاعها على الحدود اللبنانية، فإن ذلك يشكل فرصة لاستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في الحكم.

والأكيد أن نتنياهو كان رجلاً ميتاً سياسياً، وينتظره المآل الأخير وهو السجن، لكن عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي قامت بها «حماس»، والفصائل الموالية لها أمدَّت بعمره السياسي، وبات يحاول الخروج من هذه الأزمة بوصفه بطلاً قومياً بعد أن كان سياسياً فاسداً.

ولذلك تتصاعد الأحداث العسكرية الآن في سوريا، وما قصة خروج وعودة مطار دمشق للخدمة بشكل مثير للسخرية منذ حرب غزة، إلا مؤشر على استعدادات لحرب متوقعة على لبنان.

ومن يتأمل سيجد تصعيداً إيرانياً لتوفير خطوط إمداد الأسلحة، وعبر مطار دمشق، مما يعني الحاجة الملحة والاستمرار، حيث الابتعاد عن الطرق الأخرى للإمداد التي قد تستغرق وقتاً أطول.

بينما نجد الاستهداف الإسرائيلي المستمر لمطار دمشق من أجل تعطيل وصول الأسلحة، مع تصعيد ملحوظ في استهداف قيادات إيرانية مؤثرة، أكبر وأهم، مثل موسوي في دمشق، وكذلك استهداف مخازن الأسلحة الخاصة بـ«حزب الله».

كل ذلك يقول لنا إن هناك تصعيداً إسرائيلياً لا يمكن فصله عن الحرب في غزة استعداداً واستهدافاً لـ«حزب الله»، ومعه الميليشيات الإيرانية من أجل إضعافها قبل اندلاع الحرب الحقيقية في لبنان.

ولذا نلحظ التوتر والتضارب في التصريحات الإيرانية أمام هذا التصعيد الإسرائيلي، وكذلك صمت «حزب الله»، خصوصاً حسن نصر الله الذي بات في صمت مطبق كونه يعي القادم، كما يعي أنه في حال وقعت الحرب فإنها ستكون مختلفة عما سبقها.

والسبب بسيط جداً وهو أن هذه الحرب، بحال وقعت، هي بمثابة حرب بقاء بالنسبة لكل من نتنياهو وحسن نصر الله. نتنياهو الذي يريد النجاة من مصيره المحتوم وهو السجن، ونصر الله الذي يحاول الحفاظ على ما تبقى من هيبة إيران ونفوذها بسوريا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا هي معركة لبنان سوريا هي معركة لبنان



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon