توقيت القاهرة المحلي 21:54:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها

بقلم- طارق الحميد

صرح وزيرا خارجية مصر والأردن بأن «أمن الملاحة في البحر الأحمر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للبلدين»، والحقيقة أنه جزء لا يتجزأ من أمن كل المنطقة، وكذلك الملاحة البحرية الدولية، وبالتالي الاقتصاد العالمي.

وأهل الاقتصاد يعلمون أن أضرار ما تقوم به جماعة الحوثي في اليمن لا يعني شيئاً لإسرائيل، بمقدار ما أنها تضرّ بالمنطقة ككل، والمجتمع الدولي، وأشدّ الضرر على دولنا، كما يعلم السياسيون أن ما يحدث في منطقتنا ضرره على الجميع.

بمعنى أن الحاصل هو كالتالي: تضرب إسرائيل في غزة وسوريا وجنوب لبنان، ويأتي الرد الإيراني عبر الميليشيات كالحوثي من خلال استهداف أمننا. بينما رد الإخوان المسلمين هو شيطنة الدول العربية المعتدلة، وتحديداً السعودية ومصر.

وعليه فنحن أمام محاولة استهداف حقيقية من رعاة الميليشيات لدول المنطقة واستقرارها، بمعنى أن ما تخسره إيران على الأرض من خلال ميليشياتها تحاول تحقيقه باستهداف اقتصاديات دول المنطقة، وبالطبع العالم.

ولذا فنحن مطالبون اليوم بتسمية الأشياء بأسمائها، وكما فعل وزيرا خارجية مصر والأردن. نحن اليوم بحاجة إلى خطاب يصف جيداً الواقع على الأرض، ومخاطره، ومن شأن ذلك تسهيل اتخاذ الخطوات داخلياً، وحتى الحشد لقرارات دولية.

نعم الحرب في غزة قاتلة، ومدمرة، ومرفوضة، لكن «قتله من أخرجه»، ولا يجوز أن يرهن مصير غزة وأهلها فقط من أجل سلامة بعض الفصائل وضمان بقائها.

لا يجوز أن يكون الجميع في حيرة والسلطة الفلسطينية لم ترتقِ للمشهد وخطورته إلى الآن. ولا يجوز أن يرتهن لبنان كله بيد جماعة إرهابية مثل «حزب الله»، وبحجة أنْ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

لذلك لا بد أن نسمّي الأشياء بأسمائها حمايةً لأهل غزة، ولتتحمل بعض الفصائل مسؤوليتها. فهل هدفها إنقاذ أهل غزة أم خدمة المشروع الإيراني؟ لا بد أن نسمّي الأشياء بأسمائها ليعرف الرأي العام العربي حجم المخاطر التي تكتنف المنطقة ودولها.

فعل العرب كل ما يمكن فعله دولياً بحثاً عن حلول، وقدموا كل الإدانات، واليوم حان الوقت أن يفعلوا نفس الأمر، ولكن في المنطقة، ومن يعبث بها إذ لا يمكن أن تُختطف المنطقة هكذا بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية.

وعليه آن الأوان لخطاب يحمل مبادرة تُظهر مدى الجدية فعلياً بحقن دماء أهل غزة ووقف الحرب أم لا؟ وخطاب يحمِّل إيران المسؤولية، لتُظهر هل هي جادة فعلياً حيال أمن المنطقة أم لا؟

وهذا ليس تقاعساً، وإنما تحميل للمسؤولية، وكما حدث مع «حزب الله» في حرب عام 2006، حين غامر الحزب وكلّف لبنان ما كلّفه من دماء وضحايا إلى الآن، ولم يخرج لبنان من أبعاد تلك الحرب إلى الآن.

اليوم صمت الأتراك، وثبت أن تصريحات إيران ما هي إلا للشعارات، والمستهدَف أمن واقتصاد المنطقة، وخدمة لجنون نتنياهو الذي يستفيد سياسياً كلما طالت الحرب، وتوسَّعت في المنطقة. ولذلك نقول آن الأوان لنسمي الأشياء بأسمائها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها لماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon