توقيت القاهرة المحلي 07:44:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تفهم العدو!

  مصر اليوم -

كيف تفهم العدو

بقلم- طارق الحميد

في فيلم «العراب» الشهير مقولة تستحق التأمل والتذكر سياسياً، وهي: «لا تكره أعداءك إطلاقاً لأن ذلك يؤثر على أحكامك». وهذه المقولة يجب تذكرها تحديداً عند التفكير بطريقة التعاطي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأي عدو بالمنطقة.

الآن ينوي نتنياهو اقتحام رفح بزعم الإجهاز على كتائب لـ«حماس»، وذلك بحثاً عن انتصار سياسي وعسكري، وهو ما يهدد بـ«حمام دم»، كما عنونت صحيفتنا بالأمس. ويأتي إعلان نتنياهو هذا وسط أنباء متضاربة عن التفاوض والوساطات.

ينوي نتنياهو فعل ذلك وسط خشية «حماس» من مآلات الوساطات. ومع تصريحات دولية عن نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، من قبل واشنطن ولندن وباريس، وكذلك حديث عن «الجائزة الكبرى»، أي السلام مع السعودية. حسناً، كيف يمكن فهم ذلك بعقلية باردة؟

بالنسبة لنتنياهو، الأمر واضح حيث لا يعنيه السلام، أو الضغط الأميركي، وإنما البقاء سياسياً، وتجنب المحاكمة والسجن، خشية أن يكتب التاريخ أنه السياسي الذي أضاع أمن إسرائيل، ومزق نسيجها.

ولذلك فإنه يطيل أمد الحرب، ويريد كسر «حماس» التي غيرت قواعد اللعبة من الحروب المحدودة بغزة، إلى «مغامرة» كبرى. وآخر ما يكترث له نتنياهو الآن هو ضغوط الإدارة الأميركية، خصوصاً أن بايدن دخل مرحلة المزاج الانتخابي مبكراً بوجود ترمب.

ما يريده نتنياهو هو البقاء والنجاة من السجن، هذا عدا تحقيقيات السابع من أكتوبر المقبلة حول الاختراق الأمني. بينما بالمقابل هناك يحيى السنوار الذي لا يريد مغادرة النفق إلى المجهول، ويريد رؤية الضوء آخر «النفق»، أي نجاته شخصياً وبقاء سلطة «حماس».

يحدث كل ذلك وسط صمت وارتباك إيراني ورغم الضربات التي تتلقاها الميليشيات الإيرانية بكل المنطقة، وها هو وزير خارجية إيران يقول من لبنان، حيث يتلقى حزب الله الصفعات: «لا نريد توسيع رقعة الحرب»، لأن طهران تعي أننا إزاء معركة حافة الهاوية.

ما يحدث الآن تحديداً هو ما أشرت إليه أول الأزمة بأن كلا الطرفين، نتنياهو والسنوار، يعي جيداً أن هذه معركة يصعب العودة فيها، أو التوقف، فهي معركة اللاعودة، ولا بد من منتصر ومهزوم، لأنها معركة مصير قيادات حساباتهم ذاتية ومنطلقاتهم الآيديولوجية عمياء.

الآن السؤال عن فرص السلام، هل هي حقيقية؟ بالنسبة للسعودية فهي الدولة الأكثر جدية، والتزاماً بما تقول علناً، وليست دولة أقوال في غرف مغلقة، وأوضح البيان السعودي الأخير بكل وضوح شروط الرياض للسلام.

الرياض، دائماً وأبداً، وكما أكد بيان الخارجية السعودية الأخير عن شروط السلام، هي حصن الأمان الحقيقي للقضية الفلسطينية، وكما يصفها الزميل مصطفى فحص بأنها دولة الممانعة الحقيقية بالمنطقة للحفاظ على الفلسطينيين، والسعي لإعلان الدولة الفلسطينية العتيدة.

وعليه فإن السعودية لا يمكن أن تحرق أوراقها السياسية من أجل انتخابات آخرين، أو من أجل تحقيق وعودهم الانتخابية، وإنما تريد حقن الدماء، والشروع بعملية سلام ضمن إطار واضح من أجل إعلان الدولة الفلسطينية.

ومن هنا، فإننا أمام معركة بقاء، وحافة هاوية، لا عاطفة فيها ولا مراعاة لحقن الدماء للأسف، وكل الخيارات فيها صعبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تفهم العدو كيف تفهم العدو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon