توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر الله... الإعلام والبقلاوة!

  مصر اليوم -

نصر الله الإعلام والبقلاوة

بقلم - طارق الحميد

شنَّ حسن نصر الله زعيم «حزب الله» الإرهابي هجوماً على «قناة تلفزيونية» لبنانية، محمّلاً إياها مسؤولية ما حدث في منطقة الكحالة، وذلك بعد انقلاب شاحنة أسلحة تابعة للحزب هناك، مما أسفر عن اشتباك مسلح بين الأهالي ومرافقي شاحنة الأسلحة.

     

 

             

 

ويقول نصر الله: «لولا ما قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل الذي حصل»، وإن «الذي يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية سفك الدماء والمخاطر والتداعيات المحتملة التي كان يمكن أن تواجه البلد ككل، هو ما قامت به هذه المؤسسة الإعلامية»، مضيفاً، وهو يقصد قناة «إم تي في» اللبنانية: «الأمر لا يتعلق بنقل الأخبار والتعبير عن وجهة نظر. على كل حال، القضاء يجب أن يُعالج هذا الموضوع، هناك تحريض على الاعتداء، تحريض على القتل، سننتظر على كل حال نتائج القضاء».

حسناً، انظروا إلى أي مستوى من السخرية والتردي وصل الحال في لبنان، وبعض منطقتنا؛ إذ بات نصر الله يحاضر في الإعلام والقضاء، وحزبه - وبقيادته - هو أول من دشن ما أسميه دوماً عملية «غسل الأخبار».

يحاضر نصر الله في الإعلام وحزبه هو الذي زوّر مفهوم «الممانعة والمقاومة»، وشرع الأبواب لترويج المخدرات بالمنطقة، وحتى أميركا الجنوبية، وها هي السعودية تعلن أخيراً عن إحباط تهريب أكثر من مليوني حبة كبتاغون في علب «بقلاوة».

وبالطبع، فإنَّ لـ«البقلاوة» نطاقاً جغرافياً يعيه الجميع، ويعي تحالفاته، ولا يحتاج إلى شرح؛ إذ وصل الحال إلى استغلال مواد الغذاء، وليس فقط تزييف العقول بعد أن تم ملاحقة تلك العقول، وتحديداً في لبنان، من قبل «حزب الله» واستهدافها.

والسخرية في حديث نصر الله لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ يقول في معرض هجومه المضلل على قناة «إم تي في» اللبنانية، إن «القضاء يجب أن يُعالج هذا الموضوع»، والسؤال هنا هو: عن أي قضاء يتحدث نصر الله؟

هل يتحدث عن القضاء الذي ينتهكه حزبه صباح مساء، أو القضاء الذي يحاربه في قضية تفجير مرفأ بيروت، أو القضاء الذي لم يتعاون معه نصر الله في كل عمليات الاغتيال التي وقعت بحق الساسة، والصحافيين، والمثقفين اللبنانيين، وتحديداً مغتالي الراحل رفيق الحريري؟

ولذلك أقول «سخرية»، وهي سخرية مضحكة، لكنه ضحك كالبكاء؛ إذ ألغى هذا الرجل مفهوم الدولة، ومزّق نسيجها الاجتماعي، وعرّض بأمنها الداخلي والخارجي، وتوغل في الدم السوري، وتاجر بلبنان من أجل إيران، ثم يخرج علينا الآن محاضراً بالإعلام والقضاء!

وعليه، القارئ الكريم، هذا ليس مقالاً غاضباً، بل هي حسرة على لبنان، وما قد يحل بالأوطان عندما ينعدم مفهوم الدولة أمام سطوة سلاح الميليشيا، وعندما تنتصر الطائفية المسلحة على الوطنية والدولة المدنية... حسرة على لبنان، وغيره من الدول المنكوبة في المنطقة؛ لأنه لا عاقل يقبل بإضاعة الوقت والمال والجهد لمساعدة أوطان تحترق هكذا، وخصوصاً في منطقة ملَّت زيف الشعارات، وخبرتها، وليس من المنطق أن نجرب المجرب مرة أخرى بوجود أمثال نصر الله، ومَن على شاكلته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر الله الإعلام والبقلاوة نصر الله الإعلام والبقلاوة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon