توقيت القاهرة المحلي 15:34:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر الله... الإعلام والبقلاوة!

  مصر اليوم -

نصر الله الإعلام والبقلاوة

بقلم - طارق الحميد

شنَّ حسن نصر الله زعيم «حزب الله» الإرهابي هجوماً على «قناة تلفزيونية» لبنانية، محمّلاً إياها مسؤولية ما حدث في منطقة الكحالة، وذلك بعد انقلاب شاحنة أسلحة تابعة للحزب هناك، مما أسفر عن اشتباك مسلح بين الأهالي ومرافقي شاحنة الأسلحة.

     

 

             

 

ويقول نصر الله: «لولا ما قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل الذي حصل»، وإن «الذي يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية سفك الدماء والمخاطر والتداعيات المحتملة التي كان يمكن أن تواجه البلد ككل، هو ما قامت به هذه المؤسسة الإعلامية»، مضيفاً، وهو يقصد قناة «إم تي في» اللبنانية: «الأمر لا يتعلق بنقل الأخبار والتعبير عن وجهة نظر. على كل حال، القضاء يجب أن يُعالج هذا الموضوع، هناك تحريض على الاعتداء، تحريض على القتل، سننتظر على كل حال نتائج القضاء».

حسناً، انظروا إلى أي مستوى من السخرية والتردي وصل الحال في لبنان، وبعض منطقتنا؛ إذ بات نصر الله يحاضر في الإعلام والقضاء، وحزبه - وبقيادته - هو أول من دشن ما أسميه دوماً عملية «غسل الأخبار».

يحاضر نصر الله في الإعلام وحزبه هو الذي زوّر مفهوم «الممانعة والمقاومة»، وشرع الأبواب لترويج المخدرات بالمنطقة، وحتى أميركا الجنوبية، وها هي السعودية تعلن أخيراً عن إحباط تهريب أكثر من مليوني حبة كبتاغون في علب «بقلاوة».

وبالطبع، فإنَّ لـ«البقلاوة» نطاقاً جغرافياً يعيه الجميع، ويعي تحالفاته، ولا يحتاج إلى شرح؛ إذ وصل الحال إلى استغلال مواد الغذاء، وليس فقط تزييف العقول بعد أن تم ملاحقة تلك العقول، وتحديداً في لبنان، من قبل «حزب الله» واستهدافها.

والسخرية في حديث نصر الله لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ يقول في معرض هجومه المضلل على قناة «إم تي في» اللبنانية، إن «القضاء يجب أن يُعالج هذا الموضوع»، والسؤال هنا هو: عن أي قضاء يتحدث نصر الله؟

هل يتحدث عن القضاء الذي ينتهكه حزبه صباح مساء، أو القضاء الذي يحاربه في قضية تفجير مرفأ بيروت، أو القضاء الذي لم يتعاون معه نصر الله في كل عمليات الاغتيال التي وقعت بحق الساسة، والصحافيين، والمثقفين اللبنانيين، وتحديداً مغتالي الراحل رفيق الحريري؟

ولذلك أقول «سخرية»، وهي سخرية مضحكة، لكنه ضحك كالبكاء؛ إذ ألغى هذا الرجل مفهوم الدولة، ومزّق نسيجها الاجتماعي، وعرّض بأمنها الداخلي والخارجي، وتوغل في الدم السوري، وتاجر بلبنان من أجل إيران، ثم يخرج علينا الآن محاضراً بالإعلام والقضاء!

وعليه، القارئ الكريم، هذا ليس مقالاً غاضباً، بل هي حسرة على لبنان، وما قد يحل بالأوطان عندما ينعدم مفهوم الدولة أمام سطوة سلاح الميليشيا، وعندما تنتصر الطائفية المسلحة على الوطنية والدولة المدنية... حسرة على لبنان، وغيره من الدول المنكوبة في المنطقة؛ لأنه لا عاقل يقبل بإضاعة الوقت والمال والجهد لمساعدة أوطان تحترق هكذا، وخصوصاً في منطقة ملَّت زيف الشعارات، وخبرتها، وليس من المنطق أن نجرب المجرب مرة أخرى بوجود أمثال نصر الله، ومَن على شاكلته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر الله الإعلام والبقلاوة نصر الله الإعلام والبقلاوة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon