توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العجز الدولي

  مصر اليوم -

العجز الدولي

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

يوم بعد الآخر تثبت الحرب في أوكرانيا العجز الدولي، وعلى عدة جبهات، فلا المجتمع الدولي قادر على إيقاف الحرب، ولا هو قادر على ردع روسيا، وغير قادر كذلك على التعامل مع الحرب بعقلانية لتجنب وقوع مزيد من الضحايا.
وسبق أن كتبت هنا في 16 فبراير (شباط) الماضي عن «أوروبا العاجزة»، لكننا الآن أمام المجتمع الدولي العاجز، ويكفي تأمل حفلة الخطابات بمجلس الأمن من دون تحقيق أي نتيجة حيث بمقدور الروس والصينيين تعطيل القرارات بحق النقض الفيتو.
حسناً، كبر العدسة السياسية، وتأمل عربدة إيران بالمنطقة، وآخرها إطلاق 12 صاروخاً في أربيل، واستمرار طهران في تسليح الحوثيين، ورغم كل ذلك نجد الإدارة الأميركية تتوسل الاتفاق النووي مع إيران!
يحدث كل ذلك من دون مناقشة الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومن دون مناقشة ميليشيات طهران المسلحة بالمنطقة، ومن دون تعهد أميركي بعدم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات، ورغم إعلان الحرس الثوري مسؤوليته قصف أربيل!
وفوق هذا وذاك، العجز الدولي للتعامل مع روسيا على خلفية تعطيل الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، وعجز الإدارة الأميركية عن حشد دعم للاتفاق بواشنطن، وداخل الكونغرس، وهو ما يعني أنه حتى لو أبرم الاتفاق فإن الجمهوريين سيمزقونه مرة أخرى.
أمر آخر مهم هنا، وتحديداً في العقوبات على روسيا، وهو أن معظمها وعلى كثرة عددها شكلية، ولا قيمة لها من ناحية التأثير في القرار الروسي، ما عدا ما يتعلق بالقطاع النفطي، وأول من شعر، وسيشعر، بألم العقوبات النفطية هو الغرب نفسه.
وعلى إثر ذلك نرى التحركات الأميركية والغربية نحو دول الخليج العربي، وتحديداً السعودية، رغم أن الإعلام الغربي، وتحديداً الأميركي، صدع رؤوسنا بأن زمن النفط ولى، وأن الاعتماد على النفط السعودي بات من الماضي.
واليوم نرى المطالبات الغربية، وبالطبع الأميركية، لدول الخليج النفطية، وتحديداً السعودية، من أجل ضخ مزيد من النفط. وقادم الأيام سيقلب المعادلة التي أراد البعض بالغرب، وتحديداً واشنطن، فرضها وسنرى المزيد من التهافت على السعودية.
وعليه فإن كل ما سبق يظهر لنا عجز المجتمع الدولي وفي أخطر أزمة تواجهه منذ الحرب العالمية الثانية، وسيكبر الخطر على المجتمع الدولي حال أحكم الرئيس بوتين سيطرته على العاصمة الأوكرانية كييف.
وعندما نقول خطراً فلا نتحدث هنا عن اشتباك دبلوماسي، أو حرب إعلامية، ونحن بالطبع الآن إزاء حرب إعلامية انهارت بها كل القيم التي كان يتحدث عنها الغرب إعلامياً، وهو ما تحدثت عنه بمقال سابق.
الخطر الحقيقي أن حالة السيولة هذه التي يشهدها العالم تصعيداً في أوروبا والشرق الأوسط، ووسط هذا العجز الدولي، قد تقود إلى حروب غير محسوبة العواقب، فالأحداث تظهر أننا أمام حالة تحول خطرة، وانهيار للعالم الذي كنا نعرفه.
وما لم تكن هناك عودة للعقلانية، وقراءة العالم بعيداً عن عالم وسائل التواصل الاجتماعية، فإن الخطر أكبر. ولاستيعاب ما نتحدث عنه يكفي تأمل تحركات الرئيس الأوكراني على وسائل التواصل، مقارنة بتحركات الآليات العسكرية الروسية التي تدمر وتحاصر المدن الأوكرانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز الدولي العجز الدولي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon