توقيت القاهرة المحلي 14:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة الأردن لم تهتز

  مصر اليوم -

صورة الأردن لم تهتز

بقلم: طارق الحميد

فور الإعلان الأردني عن عمليات إلقاء القبض على خلفية ما عرف بأزمة الأمير حمزة، سارعت بعض وسائل الإعلام، وإحدى الوكالات، للتعليق بأن صورة المملكة الهاشمية تهتز.
وهذا تعليق غير دقيق، فصورة الأردن لم تهتز بقدر ما أن الأحداث تذكرنا بعدة نقاط مهمة، وأولاها حكمة العاهل الأردني في التعامل مع الأزمة، وهو ما تجلى في الاحتواء السريع، وكعادة الملكيات العربية التي أثبتت ثباتها وعقلانيتها بأزمات المنطقة العاصفة.
الملكيات العربية، من السعودية، وإلى الأردن، مروراً بكل الملكيات، أثبتت مرونة، وحكمة، وشفافية، عند وقوع الأحداث، وفي الانتقال السلمي للحكم، وكذلك حل خلافات البيت الواحد، في حال حدثت.
شاهدنا ذلك فيما عرف بالربيع العربي، وها نحن نشهد هذه الحكمة في معالجة الأمور في الأردن، خصوصاً عندما أوكل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لعمه الأمير الحسن بن طلال للتعامل مع الشق العائلي بالأزمة.
وعليه، فإن أزمة الأردن هذه لا تعني اهتزاز صورة المملكة الهاشمية بقدر ما أنها تذكرنا بأن الملكيات العربية أثبتت حكمة، ومرونة، كما تذكرنا بأن تلك الملكيات، التي في جلها نموذج الاعتدال العربي، لا تزال مهددة بالاستهداف.
وهذا الاستهداف للملكيات العربية الصامدة في وجه المؤامرات، داخلياً وخارجياً، وصامدة في وجه الأزمات المفتعلة، وغير المفتعلة، إما لأسباب سياسية، وحروب كما في حرب الخليج الثانية، وتحرير الكويت بعدها.
أو الصامدة في وجه التمدد الإيراني، والمستمر طوال أربعة قرون، وكذلك موجة الإرهاب، وما قبل ذلك بكثير، أو من خلال تعاملها، مثل الحالة الأردنية، مع لاجئين، ونازحين، وأضف إلى كل ذلك الآن أزمة جائحة كورونا.
وأزمة الجائحة هذه تعصف بالعالم بأسره، من القوى العظمى أميركا، وحتى أفريقيا، مروراً بباقي العالم، وبالتالي فهي أزمة استثنائية لا يمكن أن تلام فيها دولة وحدها، أو أن تكون مبرراً لقلاقل وفتن مفتعلة.
وما سلف لا يعني أن الأردن، أو غيره من الملكيات بمنأى عن المطالبة بالإصلاح، والشفافية، ومحاربة الفساد، بل إن ما يحسب للملكيات هو كونها أكثر الدول العربية تطوراً، وإصلاحاً، بثبات.
من ينظر لحال السعودية، مثلاً، سيجد أنها ورشة عمل مفتوحة للإصلاح، والتطوير، والتحديث، بل وهي رائدة الشفافية العربية الآن في مكافحة الفساد، وعلى كل المستويات، ودون مواربة، أو تخفٍ، بل رصد وتشهير، وإعمال للقوانين والأنظمة.
وعليه، وبالعودة لموضوع الأردن، فإن الأزمة هناك عكست شفافية النظام، وعقلانيته، ووضوحه، وحكمة العاهل الأردني الذي وجد دعماً لا شك فيه، عربياً، وعلى رأسه دعم القيادة السعودية، وكذلك دعماً دولياً.
وعندما أقول حكمة العاهل الأردني فالمعروف أن الملك عبد الله الثاني رجل عقلانية، وحكمة، في معالجة الأمور، ومنذ تسنمه سدة الحكم. وتجلى ذلك في قضايا الأردن الداخلية، والخارجية.
وأقول تجلى لأن موقع الأردن الجغرافي بحد ذاته تحدٍ، سواء من ناحية العراق، قبل سقوط صدام، والفوضى التي تلت ذلك، وموجة الإرهاب، وكذلك من ناحية الحدود الإسرائيلية، وما يترتب على ذلك، وهذه قصة أكبر بحد ذاتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة الأردن لم تهتز صورة الأردن لم تهتز



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon