توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيصل في لبنان

  مصر اليوم -

الفيصل في لبنان

بقلم : طارق الحميد

في خطوة مهمة٬ ولافتة٬ زار الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز٬ مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة٬ لبنان٬ ناقلا رسالة تهنئة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون.

الفيصل قال في بيروت٬ إنه حمل للرئيس اللبناني رسالتين من الملك سلمان بن عبد العزيز: «الأولى تحمل التحية والتهاني لاختيار وانتخاب فخامته رئيسا» للبنان.. «أما الرسالة الثانية فهي تقديم الدعوة إلى فخامة الرئيس لزيارة المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة». وقال الفيصل إن الرئيس اللبناني وعده «بأنّه سوف يقوم بهذه الزيارة٬ وقبولها بعد تشكيل الحكومة مباشرة». وهنا قد يتساءل القارئ: ما الذي يجعل هذه الزيارة مهمة٬ ولافتة؟ الإجابة ببساطة هي أن هذه الزيارة تأتي بعد تكهنات بأن السعودية قد «فكت ارتباطها بلبنان»٬ وأنه لم يعد على خريطة اهتماماتها٬ وهذا ما يقتنع به كثر من الساسة اللبنانيين٬ ويروج له البعض ممن يرى أن السعودية ذهبت بعيدا بالملف اللبناني٬ ولا بد من «فض اليد».

ولذا فإن للزيارة مدلولات مهمة٬ حيث جاءت على مستوى رفيع٬ فالأمير خالد الفيصل٬ رجل دولة ذو ثقل٬ وهو مستشار خادم الحرمين الشريفين٬ وتعني أن السعودية لم تفك الارتباط بلبنان٬ لأن السعودية٬ كدولة٬ أكبر من أن تنكفئ٬ والسياسة هي فن الممكن٬ ولا مكان فيها للقطيعة٬ حتى بالأزمات٬ والحروب٬ حيث هناك قنوات خلفية تظل مفتوحة٬ مباشرة٬ أو عبر وسطاء٬ وذلك لا يعني التماهي٬ أو الضعف٬ بل من أجل تحقيق الأهداف المرجوة٬ وأكبر أهداف السعودية٬ ومنذ تأسيسها٬ هو ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة.

والأمر الآخر المهم في الزيارة أنها توجت بلقاء الفيصل مع أركان المؤسسات اللبنانية٬ وليس الأحزاب٬ فالسعودية دولة وتتعامل وفق مفهوم الدولة٬ وهذا ما فعله الفيصل حين التقى الرئيس عون٬ ورئيس مجلس النواب نبيه بري٬ ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام٬ كما التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري٬ فالسعودية أكبر من أن تختزل بحليف٬ أو حزب٬ وهذا المطلوب دوما سواء في لبنان٬ أو حتى العراق. ولذلك فإن زيارة الفيصل للبنان مهمة٬ ومؤشر جيد٬ لأن إهمال لبنان خطأ٬ ومهما كثرت أزماته٬ التي وصفتها في مقال هنا قبل سنوات بـ«الحفرة اللبنانية»٬ وعلينا أن نتذكر بأن التواصل السعودي مع لبنان ليس هدفه الصراع٬ أو فرض غلبة٬ وإنما انتصار لمفهوم الدولة٬ خصوصا في مناطق التماس الجغرافي المتأزمة بمنطقتنا٬ ولبنان مركزه٬ وهذا ما أكده قول الفيصل في بيروت٬ وبكل وضوح٬ إن رغبة السعودية والسعوديين هي ألا يكون لبنان «ساحة خلاف عربي٬ بل ملتقى وفاق عربي».

وهذا لا يتحقق إلا بالتواصل٬ والعمل السياسي الدؤوب٬ دون كلل٬ أو ملل٬ فالبناء أصعب من الهدم٬ ولذلك مهمة العقلاء بالمنطقة٬ وعلى رأسهم السعودية٬ أصعب من مهمة المخربين بمنطقتنا٬ وعلى رأسهم إيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيصل في لبنان الفيصل في لبنان



GMT 02:22 2024 السبت ,30 آذار/ مارس

بناء النموذج... السعودية مثالاً

GMT 04:21 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

‏حصاد عام من الإنجازات في مجال التراث

GMT 04:08 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

«إكسبو 2030»... انتصارات ديناميكية للدبلوماسية السعودية

GMT 01:13 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

المكتشف الصغير

GMT 01:10 2023 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

5 سيناريوهات؟!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon