توقيت القاهرة المحلي 19:11:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خامنئي... وأيام إيران الصعبة

  مصر اليوم -

خامنئي وأيام إيران الصعبة

بقلم : طارق الحميد

كسر المرشد الإيراني علي خامنئي صمته٬ وتحدث معلق على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب٬ التي حذر فيها طهران أخي ًرا٬ حيث يقول خامنئي إن الرئيس كسر المرشد الإيراني علي خامنئي صمته٬ وتحدث معلقً الأميركي الجديد كشف «الوجه الحقيقي» للفساد الأميركي!

وطالب خامنئي الإيرانيين بالرد على «التهديدات» الأميركية٬ يوم الجمعة٬ في ذكرى الثورة الخمينية. وأضاف خامنئي في تصريحات له أثناء اجتماعه بقادة عسكريين في طهران: «نحن ممتنون (لترمب) لجعل حياتنا سهلة٬ لأنه كشف الوجه الحقيقي لأميركا».

إلا أن اللافت هنا٬ خصو ًصا في الحديث عن «الحياة السهلة» التي تحدث عنها المرشد الإيراني٬ هو أن تصريحات المرشد هذه تناقض تصريحات وزير خارجية إيران٬ التي يقول فيها: «أعتقد أن ترمب سيدفع باتجاه إعادة التفاوض (حول الملف النووي). لكن إيران والدول الأوروبية لن تقبل بهذا. أمامنا أيام صعبة»! فمن نصدق هنا٬ المرشد الإيراني٬ أم وزير خارجية إيران؟

الحقيقة أن علينا هنا أن نتذكر أن المرشد الإيراني لم يكن ودوًدا أوائل فترة رئاسة الرئيس الأميركي السابق أوباما٬ الذي بادر بإرسال الرسائل للمرشد الإيراني٬ لكن الأمور انتهت إلى ما هو معلوم٬ ووقّعت إيران الاتفاق النووي مع أميركا والغرب. ا للأنظار عندما حذر

اليوم٬ نحن أمام حالة مختلفة٬ حيث بادر الرئيس ترمب بتحذير إيران٬ وإعلان وضعها تحت الملاحظة٬ مع تحذيرات واضحة٬ وكان أكثرها لفتً إن ترمب ترمب الإيرانيين بأنهم لن يجدوا منه معاملة مميزة كما وجدوها أيام أوباما٬ وعلى أثر تحذيرات ترمب هذه خرج المرشد الإيراني عن صمته مهاج ًما٬ وقائلاً «أكد ما كنا نقوله منذ أكثر من 30 عا ًما عن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي في نظام الحكم بالولايات المتحدة»٬ التي وقّعت معها إيران بالطبع٬ وبموافقة المرشد نفسه٬ الاتفاق النووي!

وعليه٬ فإن التصريحات السياسية الأميركية الأخيرة٬ وكذلك بعد تصريحات المرشد هذه حول أميركا٬ وترمب٬ توحي بأن تقييم وزير الخارجية الإيراني هو الأقرب للدقة٬ عندما قال عن الملف النووي الإيراني٬ وبالطبع العلاقة مع أميركا: «أمامنا أيام صعبة»٬ وأكثر من تصريحات المرشد عن «الحياة السهلة».

وربما تكون الأمور مع ترمب أسهل للمرشد٬ والمتشددين الإيرانيين٬ لمواصلة القمع٬ والأعمال العدوانية٬ وبالتالي ممارسة مزيد من التقييد في إيران٬ لكنها بكل تأكيد لن تكون سهلة لنظام إيران٬ سياسًيا٬ ولا اقتصادًيا٬ ولا عسكرًيا. ومواقف الرئيس ترمب ليست الصعوبة الوحيدة أمام إيران٬ وإنما كذلك مواقف دول المنطقة تجاه طهران٬ فاللعب اليوم بالمنطقة بات على المكشوف٬ ولم يعد هناك كثر مخدوعون بإيران٬ وكما كان الوضع عليه قبل سنوات٬ وتحديًدا قبل ما ُيسمى بـ«الربيع العربي»٬ حيث لا يوجد في المنطقة اليوم حلفاء حقيقيون لإيران٬ فضلاً عن الجماعات الإرهابية٬ أو الأنظمة المعزولة٬ أو المنهارة.

ومن هنا٬ وبعد تصريحات المرشد هذه٬ تكون الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران قد بدأت رسمًيا٬ وبدأ العد التنازلي لأيام إيران الصعبة٬ و َمن يدري؟! فربما تكشف لنا الأيام عن محاولات إيرانية أي ًضا لفتح قنوات خلفية مع إدارة ترمب٬ فالصراخ الإيراني عادة ما يكون للتغطية على حيلة جديدة.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خامنئي وأيام إيران الصعبة خامنئي وأيام إيران الصعبة



GMT 06:08 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستثمار الإسرائيلي في الملف الإيراني

GMT 09:46 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيران... ترتيب طبيعة النظام

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon