توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كفاية من تجريب المجرب

  مصر اليوم -

كفاية من تجريب المجرب

بقلم : طارق الحميد

 

يقول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إن «إسرائيل قوضت قدرات (حماس)، لكن مصطلح تدمير الحركة صعب»، مؤكداً أن «وقف إطلاق النار بغزة مهم جداً لمستقبل المنطقة». ومضيفاً: «نعد (حماس) منظمة إرهابية وهزيمتها تستدعي محاربة فكرها بفكر أفضل».

كما قال مدير المخابرات البريطانية، ريتشارد مور، خلال جلسة حوارية مشتركة برعاية «فاينانشال تايمز» إن «دعم إيران لـ(حماس) وراء ما قامت به في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، مشدداً على أن «إيران تحاول زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط، ونتصدى لذلك».

حسناً، القصة هنا ليست إذا ما كنت تتفق مع ما قيل أعلاه، أو لا، وإنما هي أن مديريّ أهم مخابرات في العالم يحومان حول الفكرة، دون أن يُسمِّيا الأشياء بأسمائها، أو أن ما نقل عنهما غير مفصل، وذلك ليكون النقاش أكثر دقة، وفائدة.

المراد قوله إن ما قاله مديرا المخابرات الأميركية والبريطانية ليس بالجديد، وإنما قيل قبل السابع من أكتوبر، فيما يتعلق بالجهد الإيراني المزعزع، أو ما يقال بأن «حماس» فكرة، وهذا أمر راج أكثر بعد السابع من أكتوبر.

المهم الآن، ودائماً، أن القصة ليست فيما إذا كانت «حماس» فكرة أو فكر، أو نتاج جهد مخرب. وليس مهم ما تفعله إيران وميليشياتها حيال القضية الفلسطينية، المهم والأهم هو أنه لا مشروع لمجابهة فكر «حماس»، أو مشروع إيران.

والمشروع الأهم لدحر كل الجماعات، استراتيجياً، ونزع كل مبررات إيران وميليشياتها، هو مشروع الدولة الفلسطينية، وعدا عن ذلك مضيعة للوقت. عملية السلام، والتطبيع، ليسا بالأمر الجديد بالمنطقة، لكنهما لم يحققا النجاح الكامل. ولن يحققاه من دون الدولة الفلسطينية.

ولا يهم إذا كانت «حماس» فكر أو فكرة، فالجماعات التي تنطلق من أفكار تملأ المنطقة، وبعضها دمر بعضاً من دول هذه المنطقة. القذافي كان فكراً عبثياً لم يتحدد، وأضاع ليبيا، والبشير كان يمثل فكراً، وقسَّمَ السودان.

وصدام حسين كان ينطلق من فكر وفكرة، لكنه ألقى بالعراق إلى المجهول الذي نفاجئ به يوماً بعد الآخر لأنه، أي العراق، وقع بيد أصحاب فكر مدمر، من إيران واتباعها، وأضف لهم ما شئت من مكونات الدمار.

المطلوب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى هو مشروع، وليس فكر أو فكرة، المطلوب هو مشروع الدولة الفلسطينية، وهو ما يحمي أيضاً مشروع الدولة في المنطقة؛ لأن ذلك هو ما سيقطع الطريق على أصحاب الأفكار البالية.

مشروع الدولة هو ما سينزع كل المبررات عن إيران، سواء كانت القضية الفلسطينية، أو الأقليات، والطائفية؛ لأن مشروع الدولة من شأنه أن يحمي المواطنة، ويقطع الطريق على التدخلات الخارجية، والطابور الخامس الذي بات وكأنه من مكونات المنطقة للأسف.

المطلوب اليوم هو النقاش حول الدولة الفلسطينية، وليس شيء آخر، والشروع بذلك الآن، وليس عبر اليوم التالي، وذلك بضرورة وجود السلطة الفلسطينية، وعلى عللها، مع ضمان إصلاحها، وتطويرها، وبجهد عربي دولي، وذلك للشروع بمشروع الدولة الفلسطينية.

عدا عن ذلك فما هو إلا تجريب للمجرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفاية من تجريب المجرب كفاية من تجريب المجرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon