توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا وأوروبا.. وإيران والمنطقة

  مصر اليوم -

روسيا وأوروبا وإيران والمنطقة

بقلم : طارق الحميد

منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب وأوروبا في حالة قلق بسبب تصريحاته الانتخابية حول العلاقة مع روسيا٬ وامتداحه للرئيس بوتين. وأبسط دليل على ذلك القلق٬ المؤتمر الطارئ الذي دعي له وزراء الخارجية الأوروبيون لمناقشة تداعيات فوز ترامب.

واتضح القلق الأوروبي أكثر باعتذار وزير الخارجية البريطاني عن عدم حضور المؤتمر تجنًبا للتصعيد٬ حيث قال مسؤول بريطاني٬ بحسب «الفايننشيال تايمز»٬ إن اجتما ًعا كهذا يعقد «رًدا على حدوث انقلاب٬ أو هجوم إرهابي٬ أو زلزال٬ أو أي كارثة أخرى»٬ بينما ما حدث بأميركا كان «انتخابات ديمقراطية»٬ وقيل إن عقد هذا الاجتماع سيؤدي لانتشار الهلع. وسبب القلق الأوروبي هو عدم وضوح مواقف ترامب تجاه أوروبا٬ اقتصادًيا٬ وعسكرًيا٬ سواء الناتو٬ أو الاتفاقيات الموقعة٬ وفوق كل ذلك موقف ترامب من روسيا٬ وبوتين.

واتضح القلق الأوروبي جلًيا عندما صرح الرئيس أوباما في ألمانيا محذ ًرا ترامب قائلا: «أملي هو ألا يعقد صفقات مع روسيا٬ إذا كانت ستؤذي الناس٬ أو تنتهك القواعد الدولية٬ أو تترك الدول الصغيرة معرضة للهجوم»٬ وداعًيا ترامب إلى ضرورة مواجهة روسيا مباشرة في قضايا مثل أوكرانيا٬ وسوريا. ولذا فإن القلق الأوروبي من العلاقة الترامبية ­ الروسية واقع٬ وحقيقي٬ وذلك خشية أن تكون أوروبا ضحية لتلك العلاقة. يحدث كل ذلك رغم قوة أوروبا٬ العسكرية٬ والاقتصادية٬ ورغم أزماتها٬ ومنها تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد٬ لكن السؤال هنا هو: هذا حال الأوروبيين مع روسيا٬ فكيف بحال منطقتنا مع إيران٬ ودورها التخريبي؟ لماذا يحق للأوروبيين٬ وبمساندة أوباما الآن٬ التحرك٬ والتعبير عن القلق حيال دور روسي محتمل بأوروبا٬ بينما أميركا أوباما٬ وأوروبا٬ كانا يتجاهلان التحذيرات العربية من خطر التمدد الإيراني بمنطقتنا؟

ا٬ وإرهاًبا٬ المؤكد أن أوروبا غير عاجزة عسكرًيا٬ لكنها تعلمت الدروس ولا تريد حروًبا٬ كما أن منطقتنا غير عاجزة عسكرًيا أيضا٬ لكنها أنهكت حروًبا٬ واحتلالا٬ وتطرفً وطائفية٬ فلماذا القلق من روسيا في أوروبا٬ بينما نلام بسبب قلقنا من إيران٬ بل ويقال لنا تقاسموا المنطقة معها؟ والغريب أن تشعر أوروبا بهذا القلق من روسيا التي «تحاول» التمدد٬ بينما تسرح وتمرح إيران بمنطقتنا٬ ولها أنظمة عميلة٬ وميليشيات٬ وأحزاب إسلامية٬ سنية وشيعية٬ ووسائل إعلام!

ولذا فمن المذهل أن نرى هذا القلق الأوروبي من دور روسي محتمل٬ بينما لم يكترث الغرب٬ وأوباما٬ بالتخريب الإيراني في منطقتنا. ونقول أوباما لأنه تجاهل طوال سنواته الثماني٬ التخريب الإيراني٬ ليس ضد المنطقة وحسب٬ بل وضد الإيرانيين أنفسهم٬ إبان الثورة الخضراء٬ حيث واصل نهج سياسة اليد الممدودة لإيران٬ وبدعم أوروبي٬ بينما اليوم يحذر أوباما ترامب من مغبة التساهل مع الروس٬ رغم أن أوباما هو الذي تساهل٬ وساهم في جرأة الروس بأوروبا٬ والمنطقة هي التي تلام عندما تحذر من الخطر الإيراني عليها. فلماذا يحق للأوروبيين القلق من الروس٬ ولا يحق لمنطقتنا القلق من الإيرانيين؟›

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وأوروبا وإيران والمنطقة روسيا وأوروبا وإيران والمنطقة



GMT 01:53 2023 الأحد ,30 تموز / يوليو

مين ميحبش بوتين؟!

GMT 13:11 2023 الخميس ,29 حزيران / يونيو

القول المكين في انقلاب بريغوجين

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

روسيا أصبحت ورطة

GMT 16:11 2022 الخميس ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تصدع الحلم الأوروبي

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon