توقيت القاهرة المحلي 18:46:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحرير الأسد!

  مصر اليوم -

تحرير الأسد

بقلم ـ طارق الحميد

قبل أيّام نشرت صحيفة "التايمز" خبراً بعنوان: "الأسد وبايدن يتّحدان لحلّ أزمة الطاقة اللبنانية". وملخّص القصة أنّ إعلان نظام الأسد والولايات المتحدة استعدادهما للعمل معاً على خطّةٍ لمساعدة لبنان في الحصول على الكهرباء، هو دليل على تغيير في سياسات الرئيس الأميركي بايدن تجاه الشرق الأوسط. وتلمّح القصة إلى أنّ من المحتمل أن يفضّل بايدن الانفتاح على سوريا الآن بدلاً من إيران. وتضيف القصّة أنّه على الرغم من أنّ سوريا وإيران حليفتان إلا أنّ بعض حلفاء واشنطن الإقليميين يحاولون إقناع بايدن بأنّ نفوذ إيران يمكن أن يتضاءل إذا عاد الأسد إلى الحضن العربي، وهو ما قد يشكّل قلقاً لحزب الله. حسناً، هل هذه الأفكار جديدة أم سمعناها من قبل؟ بالطبع ليست جديدة، وسمعناها منذ وصول الأسد للحكم. وهناك مَن راهن ويراهن على إمكان تحرير الأسد من قبضة إيران. وكلّ مَن حاول فشل.

نقول فشل الجميع ليس لأنّ قبضة إيران قوية، وإنّما بسبب رغبة الأسد نفسه بالحفاظ على النفوذ الإيراني في سوريا. الأسد غير والده الذي كان يستخدم إيران ورقةً، فيما الأسد الابن ما هو إلا ورقة من أوراق طهران. فكرة تحرير الأسد قديمة، وثبت فشلها، ولا يمكن استعادته من إيران، وكلّ ما يريده الأسد الآن، ومن خلفه الروس، هو المتاجرة بقصة تحريره من أجل ضمان إعادة إعمار سوريا التي دمّرها الأسد نفسه. لا يمكن تحرير الأسد من إيران إلا بتغيير من داخل طهران، أو رحيل الأسد نفسه. وكلّ شيء ما عدا ذلك ما هو إلا خداع، ولو قالها الأسد

ولا أستبعد أن تكون عناصر نظام الأسد هي مَن تروِّج لفكرة تحريره من قبضة إيران على أمل التخلّص من العقوبات المفروضة على النظام، أميركياً ودولياً. وبالطبع يفعل الأسد ذلك وعينه على أحداث منحته الأمل بالخروج من أزمته، وبفتح نافذة عبر إدارة بايدن. وأوّل الأحداث هو رفع الخارجية الأميركية الحوثيين من قوائم الإرهاب، والانسحاب الأميركي من أفغانستان، وعودة طالبان للحكم بعد كلّ ما اقترفته. والأمر الآخر أنّ الأسد يرى الولايات المتحدة تفاوض إيران التي عيّنت وزير داخلية مطلوباً للإنتربول، وقبلت بطالبان التي عيّنت وزير داخلية على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف. بي. أي".

وعليه، مَن يضمن أن لا يحلم الأسد بالعودة إلى امتلاك القرار اللبناني، كما عادت طالبان. ومَن يضمن أن لا يطالب الأسد بتعيين فيصل المقداد في منصب أممي.. لمَ لا؟ وإدارة بايدن تمثّل فرصة لكلّ من يريد إعادة التموضع، وتلميع صورته من بعد العبث والإرهاب. خلاصة القول أنّه لا يمكن تحرير الأسد من إيران إلا بتغيير من داخل طهران، أو رحيل الأسد نفسه. وكلّ شيء ما عدا ذلك ما هو إلا خداع، ولو قالها الأسد. وعلينا أن نتذكّر دائماً أنّ الأسد يعتقد أنّ الكذب جزء من السياسة، ويتصرّف دائماً على هذا الأساس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرير الأسد تحرير الأسد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon