توقيت القاهرة المحلي 18:46:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا... والنزول من الشجرة

  مصر اليوم -

تركيا والنزول من الشجرة

بقلم: طارق الحميد

على أثر المصالحة الخليجية العربية في قمة العلا الأخيرة، قيل إن دول الرباعية ستتقاطر على تركيا حرصاً على تحسين العلاقات معها، لكن ما حدث هو العكس، إذ هاهي تركيا تطرق أبواب مصر «بلا شروط»، وذلك بعد تصريحات تركيا على مستوى الرئيس، ووزير الخارجية، وردت عليها مصر عبر تصريحات لمصدر رسمي لم تسمه، مشترطة أن تتوقف تركيا عن «التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة» إذا أرادت علاقات طبيعية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المصدر الرسمي قوله إن مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها «أن تلتزم قواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة».
حسناً، يمكن القول الآن إن تركيا إردوغان بدأت محاولة النزول من الشجرة، خصوصاً أن أنقرة تبعث برسائل أخرى تجاه السعودية، والإمارات، وذلك بعد سنوات من حفلات التخوين والتأجيج.
والسؤال هنا ليس سؤال مشاعر، فليس في السياسة عواطف، وإنما السؤال هو هل ستقوم تركيا فعلياً باحترام القوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار، وتتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة؟
هل لدى تركيا الاستعداد للتوقف عن التدخل في ليبيا، والكف عن إرسال المرتزقة هناك، بل وضمان إجلائهم من ليبيا؟ هل لدى الأتراك استعداد حقيقي للتوقف عن دعم شبكات «الإخوان المسلمين»، وفي المجالات كافة؟
وهل لدى الأتراك الاستعداد لعدم التدخل السلبي في الملف اليمني، ودعم أطراف على حساب مصلحة اليمن، ولو إعلامياً؟ وهل لدى الأتراك استعداد للتوقف عن دعم إيران وعلى حساب أمن المنطقة؟ خصوصاً أن الرئيس التركي صرح مؤخراً داعماً عملية رفع بعض العقوبات عن إيران، على اعتبار أن من شأن ذلك إنعاش الاقتصاد، كأن قضايا المنطقة المصيرية مجرد سلع، وسوق ربح وخسارة.
بالطبع فإن أحداً لا يريد التشرذم، والقطيعة في المنطقة، لكن لا ينبغي التساهل مع الأتراك هكذا، ومن باب حسن النية فقط، فالطريق إلى جهنم معبّدة بالنيات الحسنة. صحيح أن لا فائدة من التصعيد، لكن لا فائدة أيضاً من مجاملات كلفت منطقتنا أمنها واقتصادها.
ولذا فلا بد أن تكون عملية تقييم العلاقات مع تركيا خاضعة لمسطرة تقويم واضحة، وقائمة على مصالح حقيقية لا مجاملة فيها، خصوصاً أن الطرف التركي لم يعد لمصر، ويغازل السعودية والإمارات، وحتى فرنسا، نتيجة عقلانية سياسية.
الحقيقة أن تركيا لمست أنها في طريق مسدودة مع إدارة أميركية جديدة ليست من أولوياتها مراعاة مشاعر أنقرة، أو تدليلها، وإنما الوقوف أمام التصعيد التركي الداخلي، والخارجي، وما يهم منطقتنا هو التصعيد الخارجي؛ حيث إن تركيا لا تتمدد ببضائعها، أو مشاريعها الاقتصادية بالمنطقة، بل إنها تتمدد عسكرياً في العراق، وسوريا، وليبيا، وتريد اختراق دول المنطقة عبر الإسلام السياسي المخرب لمنطقتنا، من «الإخوان المسلمين» ومن هم على شاكلتهم.
وعليه فإن أحداً لا يريد التصعيد، وليس ذلك من مصلحة المنطقة، لكن ليس من مصلحة المنطقة أيضاً المجاملات المكلفة، خصوصاً وقد جُرب إردوغان مراراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا والنزول من الشجرة تركيا والنزول من الشجرة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon