توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران على خطى طالبان

  مصر اليوم -

إيران على خطى طالبان

بقلم - طارق الحميد

أعلنت الخارجية القطرية عن ترحيب الدوحة باستضافة جولة محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران برعاية منسق الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي. وقال المستشار الإعلامي للفريق النووي الإيراني إن «إيران اختارت قطر لأنها دولة صديقة».
وبذلك تكون إيران على خطى طالبان التي ارتضت بأن تكون الدوحة مقراً للمفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة، وهو ما أعقبه انسحاب أميركي من أفغانستان لا يمكن أن ينساه العالم، وتداعياته واضحة إلى اليوم، والغد.
والسؤال هنا ليس عن الدور القطري، بل عن إمكانية ما ستقدمه الإدارة الأميركية في هذه المفاوضات من تنازل، وما يمكن أن تقدمه طهران بدورها، خصوصاً أن التوقيت ليس في مصلحة أي طرف الآن.
في آخر ظهور له قبل انتهاء مهمته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده: «لن نتفاوض حول المسائل النووية التي تمت مناقشتها في فيينا، وسنتناول النقاط العالقة في مسألة رفع الحظر والعقوبات».
وقال زاده: «ليس هناك اتفاق على أي شيء، حتى يتم الاتفاق على كل شيء». والسؤال هنا: ما هو «كل شيء»؟ هل هو رفع العقوبات أولاً؟ أم رفع «الحرس الثوري» من قائمة العقوبات؟ أم أكثر؟
ربما يتم التوصل لاتفاق في الدوحة، لكن التوقيت اليوم ليس في مصلحة الطرفين، أو ما قد يتم التوافق عليه. هل تستطيع إدارة بايدن، مثلاً، تقديم تنازلات حقيقية رغم المعارضة الحقيقية في حزبه، والديمقراطيون على أعتاب الانتخابات النصفية التي قد يخسرونها؟
هل تستطيع إدارة بايدن، مثلاً، رفع «الحرس الثوري» من قائمة العقوبات، بعد أن تعهدت بعدم فعل ذلك؟ هل يغامر الرئيس في هذا التوقيت باتخاذ قرار يعلم أنه في حال سيطرة الجمهوريين على الكونغرس سيكون من الصعوبة تطبيق بنوده؟
الوقت ليس العائق الوحيد أمام واشنطن، بل وحتى طهران التي بالغت وتمادت بالتسويف والمماطلة في اتفاق فيينا، وأضاعت فرصة الاندفاع الأميركي لإنجاز ذلك الاتفاق، وبأي شكل من الأشكال.
هناك عدة عوامل اليوم لا يمكن تغافلها في المنطقة، ومنها العامل الإسرائيلي الفعال، وكذلك المطالب الخليجية العربية، التي ستتضح أكثر في القمة السعودية - الأميركية، والقمة الخليجية العربية - الأميركية المرتقبة في جدة.
وعليه لا شيء واضح حتى الآن عن مفاوضات الدوحة هذه، وعلينا أن نتذكر أن مفاوضات طالبان مع واشنطن في قطر استغرقت سنوات، وإشكالية المفاوضات النووية الإيرانية أنها بسقف مفتوح، ما منح إيران فرصة للتلاعب، وأضر بالإدارة الأميركية.
وعلينا أن نتذكر أيضاً أن العدو الحقيقي لإيران هو إيران نفسها غير القادرة على اتخاذ قرارات جدية تطمئن محيطها، وتعيدها للمشهد الدولي كدولة فاعلة تحترم الأنظمة والقوانين، ولذا ربما يكون هناك اتفاق لكنه سيكون هشاً؛ إذ إن التوقيت والظروف لا يصبان في مصلحة كل من إيران والإدارة الأميركية، خصوصاً أن عجلة الخطة «ب» قد انطلقت في واشنطن، وبدفع إسرائيلي، وبسبب التلاعب الإيراني.
خلاصة القول: حتى لو تم التوصل لاتفاق في الدوحة فإن تنفيذه موضع شك لأن الوقت ليس في مصلحة كل الأطراف، مهما كانت نواياهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران على خطى طالبان إيران على خطى طالبان



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon