توقيت القاهرة المحلي 15:59:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان الدولة... لا الأسماء

  مصر اليوم -

لبنان الدولة لا الأسماء

بقلم - طارق الحميد

الأكيد أن نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة، التي فقد فيها حزب الله الأكثرية البرلمانية، بخسارة حلفائه، ودخول مستقلين للبرلمان ليست درساً للحزب، وإيران واللبنانيين، بل هي درس لكل المنطقة.وأول درس هو «عدم الاعتماد على وكلاء»، سواء أسماء، أو بيوت، وهذا ما تنبهت له السعودية بوضوح، ومنذ سنوات، ولم تنجر خلف وهم. وعلينا أن نقول بصراحة إن ما انتهى برحيل الشهيد رفيق الحريري بلبنان انتهى. ذاك الرجل كان نسيج نفسه.

قناعتي، وقلتها مراراً لبعض الساسة اللبنانيين، وكتبتها، أن الدولة تتعامل مع دولة، ومؤسسات. وفي الحالة العربية من مصلحة الجميع التعامل مع الجميع، ولكن بطريقة توافق واقع المنطقة.
منطقتنا بحاجة إلى العقلاء، ودعمهم، ومن كل الطوائف والشرائح. من المصلحة التعامل مع عقلاء السنة والشيعة والمسيحيين، في لبنان، والأمر نفسه بباقي مناطق النزاع العربي، ووفق مكونات البلد.
علينا التعامل مع المؤسسات، والعقلاء، وليس الوكلاء، وهذا ليس تخلياً، أو تقاعساً، أو عدم التزام ووفاء، بل في ذلك مصلحة أعم وأشمل، خصوصاً أن الخصوم، مثل إيران وحزب الله، أو الحشد الشعبي في العراق، وغيرهم، عرفوا اللعبة وبات التخريب سهلاً.
 

مثلاً في لبنان، أقدم حزب الله على اغتيال الشهيد رفيق الحريري لينهار مشروع كامل، وفي العراق كل ما أطل معتدل برأسه، ولو باحث، تمت تصفيته، والفكرة بسيطة: إذا كان المشروع رجلاً، كل ما عليك فعله هو اغتياله.
لذا لا بد من استراتيجية أشمل، وأكثر شفافية، وهي التعامل مع الدول والمؤسسات، وحشد العقلاء، من كل طائفة، وبالتالي قطع الطريق على الفساد، والاحتكار السياسي، ودعم العقلاء، وتوسيع شريحتهم من كل الطوائف، وليس طائفة واحدة.
هذا الحديث ليس استهدافاً لشخص دولة الرئيس سعد الحريري الذي ارتكب أخطاء سياسية فادحة بحق لبنان، ونفسه، بل لتفادي أن «تحشر» دولة بفرد، وهذا قمة العقلانية والواقعية السعودية.
أقولها وأنا شاهد على عقدين من الزمان في التعامل السعودي مع لبنان، وسمعتها من قادة سعوديين، ومسؤولين كبار، رحم الله الأموات منهم وحفظ الله الأحياء، إن السعودية تقف على مساحة واحدة من الجميع.
ذات يوم طلب مني مسؤول لبناني، وهو حي يرزق، نقل رسالة منه لأحد المسؤولين السعوديين، ومفادها أنه يرغب في لقائه. قال لي المسؤول السعودي الكبير: «أهلاً وسهلاً به، لكن أبلغه لا ميزة لأحد عندي على أحد، الأهم الدولة اللبنانية، ونحن على مساحة واحدة من الجميع».
وعليه فإن أهم درس، وهو ما تنبهت له الرياض مبكراً، ومن قبل هذه الانتخابات، بل ومنذ عام 2015 هو «عدم الاعتماد على وكلاء»، والشفافية والوضوح، كيف لا والسعودية هي من شنّت أكبر حرب على الفساد، وتقف على مساحة واحدة من الجميع خدمة لمفهوم الدولة، وليس لطائفة أو أفراد، أو بيوتات.
وهذا الأمر يستدعي استراتيجية متكاملة لحماية العقلاء، ومن كل الطوائف في المنطقة، وليس لبنان وحسب، لتشجيع صوت العقل وتمكين العقلاء، لأن المشروع الأسمى هو استقرار المنطقة، وتغليب صوت العقل فيها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الدولة لا الأسماء لبنان الدولة لا الأسماء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon