توقيت القاهرة المحلي 18:20:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد والأمان الحيوي للكائنات..

  مصر اليوم -

الأسد والأمان الحيوي للكائنات

طارق الحميد

واهم من يعتقد للحظة أن طاغية دمشق سيلتزم بعهد أو وعد واحد.. نعم واهم، أو أنه يغرر بالسوريين، ويريد منح الأسد الفرصة تلو الأخرى، فلا يمكن أن يكون مقبولا أن يرضى المجتمع الدولي والعالم العربي - من بعد كل جولات السيد الأخضر الإبراهيمي - بكلام مكرور وهدنة فقط، بمناسبة عيد الأضحى! أمر مؤسف حقا. فمجازر الأسد بحق السوريين مستمرة، ويوميا، ويدعمه في ذلك كل من إيران وحزب الله، وبشكل سافر. والسيد الإبراهيمي يتحدث عن هدنة، وهذا أمر غريب؛ فالهدنة تحدث بين جيشي دولتين، وليس بين نظام يحكم بالحديد والنار، وبالطائرات الحربية، ويستعين بإيران وحزب الله، لقمع شعبه، ثم يقال هدنة! ما يفعله الأسد هو جريمة، ويجب أن يعاقب عليها، لا أن يمنح هدنة! وعندما يقول السيد الإبراهيمي إن من شأن الهدنة أن تقلل عدد القتلى بدلا من أن يكون مرتفعا، فحينها يصبح السؤال هنا: هل نريد حماية الأرواح، أم تخفيض عدد القتلى؟ بل: هل إزهاق الأرواح البريئة أصبح فقط عملية عدد؟ بمعنى أن قتل عشرين مقبول لكن قتل مائة مرفوض؟! أمر عجيب حقا. ولذا فعندما نقول إن من يصدق الأسد واهم، أو إنه يمنحه فرصا، فهذه ليست مبالغة، فبينما السوريون يقتلون على يد قوات الأسد وبلا رحمة، نجد أن طاغية دمشق يصدر «مرسوما رئاسيا» ينظم البحث والتطوير في مجال الهندسة الوراثية لضمان «صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة»، وبحسب وكالة الأنباء الأسدية، فإن هذا القانون يهدف إلى «الأمان الحيوي للكائنات الحية المعدلة وراثيا ومنتجاتها»، كما يعمل هذا القانون على وضع ضوابط «لإدخال وإخراج ونقل وإنتاج وتداول واستخدام الكائنات الحية المعدلة وراثيا»، وذلك «بهدف ضمان مستوى آمن لصحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة»! فهل بعد هذا العبث عبث؟ خصوصا أن عدد من قتلوا من السوريين على يد قوات الأسد قد بلغ الخمسة والثلاثين ألفا! فهل هذا نظام حريص على الإنسان، حتى يكون حريصا على الحيوان والنبات والبيئة في سوريا؟ فإذا لم تكن هذه هي السخرية فما هي إذن؟ وعليه فلا بد أن نعي أن قبول الأسد بالهدنة ليس إلا مناورة جديدة، خصوصا أن المعارضة بادرت برفضها، كما أن الأسد يريد متسعا من الوقت لتسهيل إعادة انتشار ميليشياته، والتقاط أنفاسه، وهنا يجب أن نتذكر التصريح الفرنسي القائل بأن نصف سوريا اليوم بات محررا. ومن هنا فإن ما يجب أن يسعى إليه السيد الإبراهيمي ليس هدنة أيام محددة، بل إن المطلوب هو رحيل بشار الأسد، ومن ثم جلبه إلى محكمة الجرائم الدولية. وإذا قال هنا المبعوث الأممي، أو البعض، إنه ليس بالمقدور فعل ذلك، فإن الرد البسيط هو: وهذا هو المتوقع! ومن أجل ذلك فإن على السيد الإبراهيمي إعلان فشل مهمته، وإلقاء الكرة بملعب المجتمع الدولي مرة أخرى، وذلك بدلا من أن يكرر نفس أخطاء السيد كوفي أنان بسوريا، ويمنح الأسد فرصة أخرى. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد والأمان الحيوي للكائنات الأسد والأمان الحيوي للكائنات



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon