توقيت القاهرة المحلي 18:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولماذا لا تستفيد أنت؟

  مصر اليوم -

ولماذا لا تستفيد أنت

طارق الحميد

بدأ الربيع العربي بالترهيب، والاغتيال المعنوي، لكل من ينتقده، وها هو، أي الربيع العربي، ينتقل لمرحلة الابتزاز، وأبرز مثال هنا ما يحدث بالخليج العربي، وتحديدا من بعض المحسوبين على «الإخوان» وغيرهم ممن يسمون بالناشطين، وأكثر مثال صارخ هنا هو ما يجري في دولة الكويت. فعلى خلفية ما يدور من أحداث «مقلقة» بالكويت، وتطاول على أمير البلاد، وهو أمر يحظره الدستور، يخرج علينا النائب الكويتي المعارض وليد الطبطبائي منتقدا حكومة بلاده في طريقة تعاملها مع حراك المعارضة بالقول: «إن الحكومة الكويتية لم تستفد من تجربة أحداث الربيع العربي»! وهذا أمر مضحك فعلا، فالسؤال الحقيقي هو: ولماذا لا يستفيد المعارضون، والناشطون، وكل من يتلحفون بمسميات لا تمت للإصلاح بصلة، مما يحدث بسبب الربيع العربي؟ فإذا كان هدف الطبطبائي، وغيره، الإصلاح، والديمقراطية، والانفتاح، فأين يرى الطبطبائي ذلك في دول الربيع العربي؟ أين هي الدولة التي باشرت كتابة دستور يشبه، على الأقل، دستور الكويت المكتوب منذ الستينات؟ وأين هي دول الربيع العربي التي احترمت الحريات، وشرعت قوانين تسمح بالتوازنات السياسية، وضمنت الانفتاح الاقتصادي، والعلمي، وحقوق المرأة، وحريات الإعلام؟ أين هي تلك الدول العربية من دول الربيع العربي التي فعلت ذلك؟ وقد يقول قائل: «لحظة.. هل تعرف وليد الطبطبائي حتى تطرح عليه هذه الأسئلة؟».. الإجابة نعم، وبكل تأكيد، وهذا هو مربط الفرس، فأي نموذج الذي يريده الطبطبائي للكويت: طالبان، أم غزة، أم السودان؟ إذا كان ذلك مشروعه فليقلها صريحة، وعلنية، ليعرف الجميع من عامة الناس، بالكويت، والخليج العربي، أن هذا هو المشروع الإصلاحي لهؤلاء الناس، وبالتالي فمن الكارثة تصديقهم، أو دعمهم، أما إذا كان الطبطبائي، وغيره، ممن يرددون مقولة «استفيدوا من تجربة أحداث الربيع العربي»، يقصدون الإصلاح الحقيقي، والديمقراطية الحقيقية، فليقولوا لنا أي نموذج من نماذج الربيع العربي ذاك الذي يستحق أن يُقلد! وعليه، وكما ذكر زميلنا مشاري الذايدي في مقاله الأسبوع الماضي «حادثة في قطار الإخوان» فإنه ليس القصد من نقد الربيع العربي، أو «الإخوان»، أو أمثال المعارض وليد الطبطبائي، هو رفض الإصلاح، أو القول بأننا لا نحتاجه سياسيا، واقتصاديا، وتعليميا، وحتى إعلاميا، بل المراد هو عدم هدم المبنى على من فيه، أو العودة للوراء، خصوصا أن الغريب في عملية الابتزاز الناجمة عن الربيع العربي اليوم أنها تفترض وكأن الجميع بلا ذاكرة، فبجرة قلم تحول البعض إلى إصلاحيين، وديمقراطيين، بينما كانوا يصفون كل من يطالب بالإصلاح، والانفتاح، وحقوق المرأة من تعليم وقيادة سيارات وعمل، وحق تمثيل في الخليج العربي، ناهيك عن تعليم الصغار اللغة الإنجليزية، بأنهم ليبراليون، وتغريبيون، ومتأمركون، بينما نجد اليوم، مثلا، الدكتور سلمان العودة يصرح لـ«النيويورك تايمز» محذرا من دواعي التطرف بسوريا، ونجد آخر مثل الطبطبائي ينصح الحكومة الكويتية بالاستفادة من أحداث الربيع العربي! أمر مذهل فعلا لا يملك المرء حياله إلا أن يردد فيه قول الشاعر العربي: «يا أيها الرجل المعلم غيره.. هلا لنفسك كان ذا التعليم؟!». نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا لا تستفيد أنت ولماذا لا تستفيد أنت



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon