توقيت القاهرة المحلي 18:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طارق الحميد: سوريا.. هدنة الانتخابات لا العيد!

  مصر اليوم -

طارق الحميد سوريا هدنة الانتخابات لا العيد

طارق الحميد

كما هو متوقع، لم تصمد هدنة عيد الأضحى في سوريا، والتي اقترحها السيد الأخضر الإبراهيمي؛ حيث اخترقها النظام الأسدي بإطلاق النار على جموع المتظاهرين السوريين. والحقيقة أن لا مفاجأة في خرق النظام للهدنة؛ فذاك أمر متوقع، وكذلك أعذار النظام وتبريراته. وبالطبع فإنه لا يمكن القول إن المجتمع الدولي لا يزال يجرب الأسد، ويحاول قدر المستطاع الوصول إلى اتفاق سياسي معه حول الأوضاع بسوريا، فالواضح أن المجتمع الدولي هو الذي يحتاج الهدنة أكثر من نظام الأسد، أو الثوار السوريين، والسبب بسيط جدا، وهو إدراك الجميع، العرب والغرب، أن لا خطوات عملية متوقعة في سوريا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، وهي بعد قرابة أسبوعين، ومهما قال المرشحان للرئاسة، سواء الرئيس الطامح لفترة ثانية باراك أوباما، أو المرشح الجمهوري ميت رومني، في مناظراتهما الانتخابية الثلاث، فالواضح أنهما لا يقولان للناخبين الحقيقة حول سوريا، وهي أنه أيا كان منهما هو الرئيس القادم لأميركا فإنه لن يقف مكتوف الأيدي حول ما يحدث بسوريا. واللافت في هذا الأمر أن هناك رأيا عاما بات يتشكل في أميركا حول ما يحدث في سوريا، فمن خلال وجودي في أميركا هذه الأيام، وخصوصا بعد المناظرة الانتخابية الثالثة، والمتعلقة بالشأن السياسي الخارجي، فإن السؤال الذي بات يطرح في وسائل الإعلام الأميركية، وحتى لدى المهتمين هو: ما الذي يمكن فعله لوقف الأسد عن قتل السوريين؟ السؤال مباشر، ويطرح على معظم البرامج السياسية التلفزيونية بأميركا، وتسمعه في جل النقاشات مع بعض الإعلاميين الأميركيين، وكل من هو مهتم، مما يوحي بأن هناك رأيا عاما أميركيا حقيقيا، ولو على مستوى النخب، بات يتشكل حول ضرورة فعل شيء في سوريا، لكن الانتخابات بالطبع تحول دون هذا التحرك، وهذا ما يعيه الجميع، دوليا، ولذا فإن المجتمع الدولي هو الذي يريد الهدنة وحتى تعبر أميركا الانتخابات الرئاسية، ومن ضمن من يحتاجون هذه الهدنة روسيا، وهذا أمر مؤكد، فموسكو لن تضحي بمصالحها من أجل الأسد، بل إنها ستبيع وتشتري على رأسه مع الرئيس الأميركي القادم. ولذا فمن الواضح أن الأسد يعي أن لا قيمة لهدنة عيد الأضحى إلا من باب العلاقات العامة داخل طائفته، والدوائر التي حوله، ليواجه تململهم وقلقهم، ويقول لهم إنه لا يتعنت، وإنه يفعل ما بوسعه لتقديم حلول بعيدة عن العنف، لكن ليس بوسع الأسد الالتزام بالهدنة، أو أي حل سياسي، لأن ذلك يعني نهاية نظامه الذي يعيش آخر أيامه. والسبب بسيط بالطبع، فالتزام الأسد بهدنة العيد من شأنه زيادة المظاهرات، خصوصا أن التظاهر ليس جزءا من الهدنة، وبالتالي فإن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد للمظاهرات، وهو الأمر الذي لا يطيقه النظام الأسدي، ولا يتحمله، ولذلك قام بكسر الهدنة، وواصل قتل السوريين. ومن هنا فإن الأسد يعي تماما أن الهدنة لا تعنيه بشيء، بقدر ما تعني المجتمع الدولي المشلول بسبب الانتخابات الأميركية، ولذلك تعامل الأسد مع ورقة الهدنة كهدية، وعندما لم تعجبه ألقى بها من النافذة، وواصل قتل السوريين! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق الحميد سوريا هدنة الانتخابات لا العيد طارق الحميد سوريا هدنة الانتخابات لا العيد



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon