توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأردن و«الإخوان» والغاز!

  مصر اليوم -

الأردن و«الإخوان» والغاز

طارق الحميد

خلال الأسابيع الماضية أوقفت مصر ضخ الغاز عن الأردن دون مبررات حقيقية، أو مقنعة، علما بأن هناك اتفاقات ملزمة بين القاهرة وعمان، وفي اليومين الأخيرين أعلنت مصادر مصرية أنها ستعاود ضخ الغاز للأردن، فلماذا من الأساس تم وقف ضخ الغاز المصري عن الأردن؟ الغريب أنه لا توجد أسباب منطقية للإجراء المصري، لا قانونيا، ولا بالطبع سياسيا، علما بأنه أمر غير مبرر تعطيل اتفاقات تم الالتزام بها قانونيا بسبب التباينات السياسية، إن وجدت، خصوصا أن الغاز المصري يتوقف عن المملكة الأردنية في الوقت الذي لم يتوقف فيه عن إسرائيل، ورغم كل الضجة التي أثيرت حول هذا الموضوع، من التسعيرة، إلى اتهامات أخرى بحق بعض رموز النظام المصري السابق في عهد الرئيس المتنحي محمد حسني مبارك، حيث لم يتوقف الغاز عن إسرائيل، ولم نسمع عن أي مشاكل في هذا الملف، فكيف يتم إيقاف الغاز عن الأردن، ولأسباب واهية، خصوصا أنه ليس هناك مبررات أمنية، كاستهداف أنابيب خطوط الغاز من قبل إرهابيين، أو خلافه؟ والغرابة لا تقف عند هذا الحد، فبحسب المعلومات التي سمعتها من مطلعين عن كثب على هذا الملف فإن بعضا من المحسوبين على الإخوان المسلمين في الأردن قد عرضوا على الحكومة الأردنية الوساطة بينها وبين القاهرة من أجل إعادة استئناف ضخ الغاز المصري للأردن، وهذا التصرف بحد ذاته يعد مؤشرا خطرا على المرحلة المقبلة بعلاقات الدول العربية في المنطقة، كما أنه يعد بمثابة جرس إنذار على الطريقة التي يدير بها «الإخوان» دائرة نفوذهم بالمنطقة، كما أنه أمر يعزز الشكوك الجادة حول نوايا «الإخوان المسلمين» في المنطقة. فاستهداف المملكة الأردنية في هذا التوقيت، وفي قضية حساسة مثل قضية الغاز، يعد أمرا خطرا، ومؤشرا مقلقا، خصوصا أن في الأردن من يحاول افتعال أزمة تؤدي إلى تأجيج الشارع الأردني لجر البلاد كلها إلى دائرة ما يسمى بالربيع العربي، وتحت أي ظرف، ولأي أسباب، ولو كانت واهية، وأكثر من يسعى إلى ذلك، وليس في هذا الأمر سر، هم الإخوان المسلمون في الأردن، وعملية إيقاف الغاز عن عمان تعد من دون شك عملا مساعدا على تأجيج الأزمة الأردنية الداخلية، نظرا لما لوقف الغاز المصري من تداعيات على المواطنين الأردنيين، فوقف الغاز المصري يعد بمثابة صب للزيت على النار، وهذا أمر خطر جدا، ومقلق، خصوصا إذا أخذنا في الحسبان خطر النظام الأسدي على الأردن المشغول باللاجئين السوريين، والخروقات الأمنية الأسدية للأردن يوميا! وصحيح أن القيادة المصرية، ومنذ انتخاب الرئيس مرسي، سعت لتطمين الدول العربية، وتحديدا الخليجية، وقامت بإرسال رسائل مفادها أن لا تصدير للأخونة، لكن السياسة ليست خطابات وحسب، بل هي لغة أفعال وحفاظ على المصالح، ومجرد إيقاف الغاز المصري عن الأردن، وأيا كانت المبررات، وهي غير مقنعة، خصوصا أن الغاز المصري لم يتوقف عن إسرائيل، يعد رسالة مقلقة للجميع، وتحديدا دول الخليج الحريصة على أمن الأردن واستقراره، ولأسباب عدة، حقيقية، واستراتيجية. والسؤال هنا هو: لماذا يتم تعريض أمن عمان للخطر، واستفزاز كل حريص على أمن المملكة الأردنية؟ نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن و«الإخوان» والغاز الأردن و«الإخوان» والغاز



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon