توقيت القاهرة المحلي 15:15:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يأس الأسد

  مصر اليوم -

يأس الأسد

طارق الحميد

من دون أدنى شك، فإن بشار الأسد يعي تماما أن تحريك الجبهة السورية الإسرائيلية هو آخر الحلول التي سيلجأ إليها في حال عدم سحقه للثورة السورية الشعبية، فالأسد يدرك أن فتح الجبهة الإسرائيلية لن يؤخذ كمناورة وحسب، بل إنه تغيير في قواعد اللعبة كلها في المنطقة، وسيترتب عليه الكثير، فلماذا يقوم الأسد بمناوشة إسرائيل الآن؟ الواضح أن نظام الأسد قد جرب كل الأوراق التي بيده من أجل أن يهرب إلى الأمام، حيث حاول إشعال لبنان، وإغراق الأردن باللاجئين، وكذلك خلط الأوراق في تركيا، سواء على الحدود، أو داخليا، حاول الأسد كل ذلك ولم ينجح إلى الآن، ولم يفلح في كسر الثورة السورية، بل إن الجيش الحر يتحرك ويتصرف وكأنه يتأهب لـ«ساعة الصفر»، فمن الواضح أن هناك أمرا يطبخ من قبل الثوار السوريين، والنظام الأسدي يستشعر ذلك جيدا، خصوصا مع نهاية فترة الغيبوبة السياسية بسبب الانتخابات الأميركية، وهنا يجب أن نتذكر التحركات السياسية الحثيثة في آخر ثلاثة أيام، سواء بالدوحة، أو عمان، أو أنقرة، وحتى جولات ولقاءات وزير الخارجية الروسي. فالنظام الأسدي بات يشعر بأن الأمور تسير باتجاه مختلف، وبالتأكيد لن تكون في مصلحة النظام الأسدي. كل ذلك دفع الأسد للقيام بحركة يائسة، تدل على أن النظام بات محبطا، ودخل مرحلة المغامرة، والمقامرة، وهي التحرك على الحدود السورية الإسرائيلية، حيث بدأ بإرسال ثلاث دبابات، وبالأمس كانت هناك حادثة إطلاق نار على الحدود، فما يريده الأسد، كما ذكر البعض من قبل، هو إشعال الجبهة السورية الإسرائيلية الهادئة منذ أربعة عقود، من أجل أن يحول الثورة السورية إلى مسار آخر مختلف. وبالتأكيد الأسد يعي أن هذا التحرك، ضد إسرائيل، سيغير قواعد اللعبة تماما حيال الملف السوري، بالنسبة للأميركيين، أو الروس، وحتى للإسرائيليين الذين كانوا غير قلقين مما يحدث في سوريا، بل غير قلقين من بقاء الأسد، وهذا ما كان واضحا طوال الثورة السورية، وحتى بعد أن صرح ابن خالة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية مهددا إسرائيل، فإن النظام الأسدي سعى لطمأنة تل أبيب بأن ذلك كلام للاستهلاك الإعلامي داخل سوريا تحديدا. اليوم، وبعد التحرك العسكري لقوات الأسد على الحدود السورية الإسرائيلية، وعملية إطلاق النار، فمن المؤكد أننا أمام نظام يشعر باليأس، بل الخوف، مما هو قادم، نظام يشعر بأنه فعل كل ما بوسعه للقضاء على الثورة التي تقف صامدة وحدها وسط تواطؤ دولي مخزٍ، لكنه، أي الأسد، لم يستطع كسر تلك الثورة، أو إخماد فتيلها، فحتى عندما قرر الأسد استخدام لعبة هدنة عيد الأضحى لمدة ساعات فإنه فوجئ بالمظاهرات العارمة التي خرجت ضده بجميع أنحاء سوريا. ولذا فإن الأسد يقدم اليوم على لعبة الانتحار هذه باستهداف إسرائيل، خصوصا أن المشهد السياسي الدولي اليوم مختلف تمام الاختلاف، والحسابات قد تغيرت، سواء أميركيا، أو روسيا، أو إسرائيليا، ولذا فإن تحرش الأسد بالإسرائيليين ما هو إلا عملية انتحار، أو لعبة روليت سياسية، تقول لنا إن الأسد يائس ويستشعر خطر ما هو قادم. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يأس الأسد يأس الأسد



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon