توقيت القاهرة المحلي 18:20:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد.. علماني «يعيش ويموت» في سوريا

  مصر اليوم -

الأسد علماني «يعيش ويموت» في سوريا

طارق الحميد

كساعة الرمل يتداعى بشار الأسد ونظامه، وهذه ليست أماني، بل واقع تؤكده تصرفات النظام، بل وتصريحات الأسد نفسه، وآخرها مقابلته مع قناة «روسيا اليوم»، التي قال فيها الأسد إنه «سيعيش ويموت» بسوريا، وإنه آخر معقل للعلمانية في المنطقة حيث تحمى الأقليات وتتعايش! وبكل تأكيد، فإن هذا بمثابة خطاب الوداع! قد يقول البعض: كيف؟ الإجابة بسيطة جدا؛ فبنظرة لتاريخ جل الطغاة في منطقتنا، حديثا، وحتى من أعميت أعينهم عن الحقائق، مثل الرئيس المصري السابق مبارك، قال جميعهم إنهم سيعيشون ويموتون ببلادهم. قالها صدام حسين، وبعده معمر القذافي.. جميعهم قالوها بغرور متناهٍ، كما قالها مبارك بسوء تقدير وعناد، والنهاية معروفة؛ فمنهم من قُتل، ومنهم من انتهى بسجن، ولو كان مشفى. واليوم يعاود الأسد ارتكاب نفس الأخطاء، وبغرور متناهٍ يوحي بأن الرجل منفصل عن الواقع، حيث يقول: «لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب، أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا». ومن الواضح أن الأسد تناسى أن من سيخرجه من الحكم هم السوريون أيضا، وإلا فكيف سيحكم، ويعيش، بدولة يقصف حتى أحياء عاصمتها بالطائرات الحربية؟ بالتأكيد هذا حديث رجل منفصل عن الواقع، مما يوحي بأن نهايته باتت قريبة، وبالتأكيد أن أكثر من بات مقتنعا بذلك هم من حوله، وخصوصا عندما يسمعون تصريحاته هذه، فالمقربون منه يدركون حقيقة الأوضاع، وتصريحاته هذه ستزيدهم قناعة بأن الأسد يقوم بعملية انتحارية ستقضي عليهم جميعا. وبالنسبة لحديث الأسد عن أنه علماني، وقوله: «إننا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة»، مؤكدا أن «ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي»، فهذا دليل آخر على أن هذا النظام قد انتهى وأفلس، فالملاحظة الأولى هي أن الأسد لم يعد يبني مشروعيته، ومشروعية نظامه، على الممانعة والمقاومة، بل إنه يلجأ الآن لشعار حماية الأقليات، والعلمانية، وهذا استخفاف آخر، حيث يتناسى الأسد، ومن لف لفيفه، أن هتلر لم يكن علمانيا وحسب، بل وجاء بانتخابات ديمقراطية. ونظام الأسد نفسه يعد أسوأ مثال في منطقتنا للأنظمة التي تدعي العلمانية، أو حتى التشدق بحماية الأقليات، فصدام حسين كان علمانيا، والقذافي كذلك، لكنهما كانا مثل الأسد دمويين. والإسلاميون الذين يريد أن يقول الأسد إنه عدوهم بالمنطقة هم حلفاؤه الأساسيون، بعضهم لليوم، والبعض الآخر كان حليفه إلى قبل ساعات! فإيران، الإسلامية، حليفته اللصيقة، وحزب الله حليفه، وكذلك حماس، وغيرها من الأحزاب الفلسطينية «الجهادية»، كانت حليفته إلى قبل فترة بسيطة، مثلهم مثل الإخوان المسلمين، وكذلك الأحزاب الشيعية الإسلامية في العراق حليفته أيضا، أما «القاعدة»، فإن الأسد من أكثر من استثمروا فيها، خصوصا بالعراق. لذا فإن تصريحات الأسد الأخيرة تقول لنا إن هذا النظام قد أفلس حتى من الحجج، ونهايته باتت قاب قوسين أو أدنى. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد علماني «يعيش ويموت» في سوريا الأسد علماني «يعيش ويموت» في سوريا



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon