طارق الحميد
نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المحسوبة على حزب الله، خبرا مهما، من الواضح أن الحزب سعى لنشره من باب الدعاية على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الخبر يعد إدانة للأدوار الخطرة التي يقوم بها الحزب في المنطقة، وبمساعدة إيران.
يكشف الخبر «الدعائي» المنشور، أول من أمس، أنه «خلال الساعات الماضية أُعلِن الاستنفار في صفوف حزب الله والحرس الثوري الإيراني»، وأن «من رُفِعَت درجة استنفارهم إلى الحد الأقصى هم أولئك الذين خبروا سبل تهريب الأسلحة من سوريا ولبنان وإيران والسودان (وغيرها) إلى قطاع غزة.. من الموانئ الإيرانية والسورية إلى السودان، ومن السودان إلى مصر، سيناء تحديدا، ومنها إلى قطاع غزة». وهنا لا بد من وضع خط تحت عبارة «ومن السودان إلى مصر، سيناء تحديدا..» الواردة بتقرير الصحيفة المقربة من حزب الله! كما أن التقرير المنشور يذكر كيف أن الحزب كان يعاني من تشدد الأجهزة الأمنية في كل من مصر في عهد مبارك، والتشدد الأمني في الأردن، مما يشير إلى أن تورط حزب الله في نقل السلاح، وتهريبه، لدولنا عملية مستمرة، وبمساعدة إيران، ونظام الأسد قبل الثورة، لإشعال حروب بالوكالة في المنطقة، وزعزعة أمن واستقرار مصر والأردن، وغيرهما، ويجب ألا ننسى الحوثيين باليمن، الذي لا يمثل دولة مواجهة، مما يوضح النوايا العدوانية لإيران وعملائها تجاه دولنا.
وعندما نقول إن خبر الصحيفة اللبنانية الدعائي هو دليل إدانة لحزب الله الذي يريد جر المنطقة لحروب بالوكالة، وتحديدا مصر، عبر سيناء، فهذه ليست مبالغة، وهنا يجدر تأمل ما كتبه الزميل عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، قبل يومين حيث يقول: «إذا كانت هناك كارثة يجب أن يحاكم عليها النظام السياسي السابق فهي إهمال سيناء باختزالها في منتجع لاستقبال الضيوف، وإذا كانت هناك كارثة يمكن أن يحاسب عليها النظام السياسي الحالي فهي السماح بسقوط سيناء في أيدي متطرفين من هنا أو عملاء من هناك. وإذا كانت هناك كارثة سوف يدفع الشعب - كل الشعب - ثمنها فهي ضياع واستئصال ذلك الجزء الأهم من جغرافية مصر.. وإذا كانت هناك كارثة حقيقية في تاريخ مصر الحديث فهي ذلك الصمت الشعبي الغريب على ذلك الذي يحدث، وذلك التعامل الرسمي المهين مع تلك الأزمة التي أصبحت واقعا يجب أن نعترف به جميعا، وهو سقوط سيناء. نعم.. سيناء الآن في قبضة البلطجة والإرهاب ولا تخضع - إلا في ما ندر - لسلطة الدولة الرسمية»، إلى أن يقول ناصر: «الموقف يزداد سوءا يوما بعد يوم في سيناء على عكس ما يتم الإعلان عنه، فهناك متطرفون جدد يدخلون إليها بصفة يومية، وأسلحة حديثة يتم تهريبها بصفة شبه يومية».
وبمقارنة الخبر «الدعائي» لحزب الله بالمقال «الصرخة» لرئيس تحرير «الأهرام» عن سيناء، نعرف حجم الكارثة التي يقوم بها الحزب بحق دولنا مستفيدا من شعارات كاذبة، وحملة تضليل منظمة، تؤثر على كثيرين، ومنهم بعض الأنظمة العربية. فمتى تفيق هذه المنطقة؟ الله أعلم!
نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"