توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر.. ميليشيا الإخوان!

  مصر اليوم -

مصر ميليشيا الإخوان

طارق الحميد

كالنازية في ألمانيا، وحزب الله في لبنان، والخمينية في إيران، استخدم الإخوان المسلمون ميليشياتهم في مصر رغم أن الإخوان هم الحزب الحاكم، وهم من بيدهم السلطة وجميع مؤسسات الأمن، لمواجهة المعارضة المصرية في الشارع، مما يقول لنا إن الإخوان لا يريدون الاستئثار بكل السلطات الآن وحسب، بل السيطرة على كل مصر، وعلى غرار الثورة الخمينية بإيران. وميليشيا الإخوان ليست عسكرية وحسب، بل وإعلامية، وتجارية، وخلافه، وكلها تعمل اليوم على قدم وساق من أجل تمكين الإخوان من حكم مصر، وتحركاتهم ليست بمصر وحدها، بل هاهم ينشطون في الخليج دفاعا عن انقلاب الإخوان في مصر، وهو دفاع لم نلمسه منهم في قضايا دولهم الخليجية، سواء ضد إيران، أو حتى أيام احتلال صدام حسين للكويت، وتهديده للسعودية. ونكتب المقال وجماعات من الإسلاميين، وفي لعبة توزيع أدوار واضحة مع الإخوان، يقومون بمحاصرة مدينة أكتوبر للإنتاج الإعلامي بمصر، مطالبين بتطهير الإعلام! وإذا كان الإخوان يريدون تطهير الإعلام، والقضاء، وقطاع الأعمال، وحتى معارضيهم السياسيين، وهو ما لمح إليه حتى الرئيس، فما الذي تبقى إذن من صور المجتمع المدني في مصر؟ وكما قلنا الأسبوع الماضي، فإن مصر والمصريين يخوضون معركة العرب جميعا، وهي معركة الدولة ضد من يريد اختطافها، وسبق أن حذرنا، وحذر عقلاء، أنه عندما يكون لكل حزب ميليشياته، ووسائل إعلامه، وكذلك أعلامه الخاصة، فما الذي تبقى للدولة نفسها؟ وهذا أمر مرعب ينذر بتدمير دولنا العربية الواحدة تلو الأخرى، وتحويلها إلى دول فاشلة، حيث تتعطل عجلة الاقتصاد، ويختل الأمن، ويتزعزع الاستقرار، وللأسف فإن كل ما كان يقال من خطاب عقلاني، ويتندر عليه أنصار الإخوان، سواء في مصر، أو الخليج، من هيبة الدولة، والاستقرار، وضرورة عدم المساس بالسلم الاجتماعي، بات يردده الإخوان، ومناصروهم اليوم، بعد أن كانوا يقولون إن هذا منطق الفلول، ومنطق من يريد الدفاع عن مبارك! والحقيقة اليوم أن الرئيس المصري يسير على خطى مبارك تماما في التعامل مع الثورة المصرية الجديدة على الإخوان، حيث لا استشعار لخطورة ما يحدث في الشارع، وبدلا من ذلك خطابات مطولة، وتصعيدية، ومتأخرة أيضا في الاستجابة لمطالب الناس، والأخطر من كل ذلك، وهذا هو لب الحديث هنا، استخدام الإخوان لميليشياتهم رغم أنهم هم الذين يحكمون اليوم وبيدهم السلطة وكل المؤسسات الأمنية، مما يعني أن الإخوان لا يؤمنون فعليا بتداول السلطة، وصناديق الاقتراع، والسعي للتوافق، والتسويات، وهي أساسيات العمل السياسي. فمن يستخدم ميليشيا لقمع المعارضة لا يمكن أن يكون مؤمنا بدور الدولة، ويحترم مؤسساتها، ويريد المحافظة على سلمها الاجتماعي. وميليشيا الإخوان في مصر درس لجميع الدول العربية الحريصة على مفهوم الدولة، والحفاظ على مؤسساتها، فعندما يكون لكل حزب إعلامه، وعَلمه، وميليشياته فحينها علينا أن ندرك أننا أمام نذر شر، أول كوارثها انهيار الدولة، فيجب ألا يكون هناك سلطان أعلى من سلطان الدولة، وتحت أي أسماء كانت، ومن لا يعي خطورة ذلك فعليه أن يتأمل جيدا ما يحدث في لبنان، والعراق، وغزة، والسودان، وإيران، واليمن، وأخيرا، للأسف، ميليشيا الإخوان في مصر. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ميليشيا الإخوان مصر ميليشيا الإخوان



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon